( قوله وابدأ بالمسجد بدخول مكة ) الباء الأولى باء التعدية وهو إيصال معنى متعلقها بمدخولها ، والثانية للسببية وعبارة أصله أولى وهي مكة بدأ إذا دخل بالمسجد الحرام ; لأنه أول شيء فعله عليه السلام ، وكذا الخلفاء بعده وقد قدمنا في كتاب الطهارة أن من الاغتسالات المسنونة الاغتسال لدخولها ، وهو للنظافة فيستحب للحائض والنفساء ولم يقيد دخول مكة بزمن خاص فأفاد أنه لا يضره ليلا دخلها أو نهارا ; لأنه عليه السلام دخلها نهارا في حجته وليلا في عمرته فهما سواء في عدم الكراهة ، وما روي عن أنه كان ينهى عن الدخول ليلا فليس تقريرا للسنة بل شفقة على الحاج من السراق ، وأما المستحب فالدخول نهارا كما في الخانية ، ويستحب أن يدخل ابن عمر مكة من باب المعلا ليكون مستقبلا في دخوله باب البيت تعظيما ، وإذا خرج فمن السفلى ولا يخفى أن تقديم الرجل اليمنى [ ص: 351 ] سنة دخول المساجد كلها ، ويستحب أن يكون ملبيا في دخوله حتى يأتي باب بني شيبة فيدخل المسجد الحرام منه ; لأنه عليه السلام دخل منه وهو المسمى بباب السلام متواضعا خاشعا ملبيا ملاحظا جلالة البقعة مع التلطف بالمزاحم .