الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                        صفحة جزء
                                                                                        وفي المحيط وعن أبي يوسف لو قال أنت طالق لدخلت الدار فهذا يخبر أنه دخل الدار ، وأكده باليمين فيصير كأنه قال إن لم أكن دخلت الدار فإن لم يكن دخل الدار طلقت ، ولو قال أنت طالق لا دخلت الدار يتعلق بالدخول لأن لا حرف نفي ، وقد أكده بالدخول فكان الطلاق معلقا بالدخول ، ولو قال أنت طالق لدخولك الدار طلقت الساعة [ ص: 15 ] لأن اللام للتعليل فقد جعل الدخول علة للوقوع وجدت العلة أو لا ، ولو قال أنت طالق بدخولك الدار أو بحيضك لم تطلق حتى تدخل أو تحيض لأن الباء للوصل والإلصاق ، وإنما يتصل الطلاق ، ويلتصق بالدخول إذا تعلق به ، ولو قال أنت طالق على دخولك الدار إن قبلت يقع ، وإلا فلا لأنه استعمل الدخول استعمال الأعواض فكان الشرط قبول العوض لا وجوده كما لو قال أنت طالق على أن تعطيني ألف درهم . ا هـ .

                                                                                        وفي فتح القدير ، ويقع في الحال بقوله أنت طالق إن دخلت ، وبقوله ادخلي الدار وأنت طالق فيتعلق بالدخول لأن الحال شرط مثل أدي إلي ألفا ، وأنت طالق لا تطلق حتى تؤدي . ا هـ .

                                                                                        ، وسيأتي في العتق أنه على القلب أي كوني طالقا في حال الأداء ، وكن حرا في حال الأداء ، وقوله لأن الحال شرط منقوض بأنت طالق ، وأنت مريضة فإنه يقع للحال فالتعليل الصحيح أن جواب الأمر بالواو كجواب الشرط بالفاء كذا في المعراج ، وفيه لو قال أدي إلي ألفا فأنت طالق بالفاء يتنجز لأنها للتعليل كقوله افتحوا الأبواب ، وأنتم آمنون يتعلق ، ولو قال فأنتم آمنون لا يتعلق للتفسير ، ولو قال أنت طالق ، و : والله لا أفعل كذا فهو تعليق ، ويمين ، ولو قال أنت طالق ، والله لا أفعل كذا طلقت في الحال ذكرهما في جوامع الفقه .

                                                                                        [ ص: 14 ]

                                                                                        التالي السابق


                                                                                        [ ص: 14 ] ( قوله طلقت في الحال ) لعل وجهه أنه لما لم يعطف القسم على أنت طالق تمحض ما بعده لجواب القسم ، وصار القسم فاصلا بين أنت طالق وبين جزائه المعنوي فلم يصلح للتعليق فوقع في الحال بخلاف ما إذا عطف القسم لأنه يصير قوله لا أفعل كذا جوابا لهما ، ويكون أنت طالق للتعليق معنى نظير ما مر قريبا في أنت طالق لدخلت أو لا دخلت




                                                                                        الخدمات العلمية