الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                        صفحة جزء
                                                                                        [ ص: 241 ] أما التلفظ بأفعل التفضيل ففي الخانية والظهيرية لو قال أنت أعتق من هذا في ملكي أو قال في السن لا يعتق في القضاء ويدين وفي المجتبى قال لعبده أنت أعتق من فلان أو لامرأته أنت أطلق من فلانة وهي مطلقة إن نوى عتق و طلقت ، وقيل يعتق بدون النية ، ولو قال أنت عتيق فلان يعتق بخلاف قوله أعتقك فلان . ا هـ .

                                                                                        وفي الظهيرية لو قال لعبده نسبك حر أو أصلك حر إن علم أنه سبي لا يعتق وإن لم يعلم أنه سبي فهو حر ، وهذا دليل على أن أهل الحرب أحرار ، ولو قال أبواك حران لا يعتق لاحتمال أنهما عتقا بعدما ولد ، ولو قال لعبده تصبح غدا حرا كان العتق مضافا إلى الغد ، ولو قال تقوم حرا وتقعد حرا يعتق للحال ، ولو قال صحيح لعبده أنت حر من ثلثي يعتق من جميع المال ، ولو قال لعبده افعل ما شئت في نفسك فإن أعتق نفسه قبل أن يقوم من مجلسه عتق ، ولو قام قبل أن يعتق نفسه لم يكن له أن يعتق نفسه وله أن يهب نفسه وأن يبيع نفسه وأن يتصدق بنفسه على من يشاء ، ولو قال لعبدين له يا سالم أنت حر يا مبارك فهو على الأول ، ولو قال يا سالم أنت حر يا مبارك على ألف درهم كان على الأخير وسئل أبو القاسم عمن قال لفلان علي ألف درهم وإلا فعبدي حر ، ثم أنكر المال يكون إنكاره للمال إقرارا بالعتق ، قال إن قال ليس علي شيء لم يكن إقرارا بالعتق وإن قال لم يكن علي شيء كان إقرارا بالعتق . ا هـ .

                                                                                        [ ص: 241 ]

                                                                                        التالي السابق


                                                                                        [ ص: 241 ] ( قوله : وفي المجتبى قال لعبده أنت أعتق مني ) كذا في بعض النسخ وهو كذلك في المجتبى فيما رأيته وفي بعض النسخ من فلان .

                                                                                        ( قوله : ولو قال أنت عتيق فلان يعتق إلخ ) قال في النهر كان وجهه أنه في الأول اعتراف بالقنة الحاصلة بالعتق فيه وفي الثاني إنما أخبر بأن فلانا أوجد الصيغة .

                                                                                        ( قوله : يكون إنكاره المال إقرارا بالعتق ) على حذف همزة الاستفهام من يكون أي أيكون وقوله : قال إن قال إلخ جوابه وفي شرح المقدسي وجهه أن لم لنفي الماضي فشمل وقت كلامه وليس لنفي الحال وإنكار المال في الحال لا يلزم إنكاره في الماضي لجواز أنه أوفاه بعد ذلك الوقت .




                                                                                        الخدمات العلمية