الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                        صفحة جزء
                                                        3147 - حدثنا صالح بن عبد الرحمن ، قال : ثنا أبو عبد الرحمن المقرئ ، قال : ثنا الليث بن سعد ، قال : حدثني ابن شهاب ، فذكر بإسناده نحوه .

                                                        قالوا : فلما ثبت بهذا الحديث الذي روي عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يغتسل ، هو وهي من الفرق ، والفرق ثلاثة آصع ، كان ما يغتسل به كل واحد منهما صاعا ونصفا .

                                                        فإذا كان ذلك ثمانية أرطال ، كان الصاع ثلثيها ، وهو خمسة أرطال ، وثلث رطل ، وهذا قول أهل المدينة أيضا .

                                                        فكان من الحجة عليهم لأهل المقالة الأولى أن حديث عروة ، عن عائشة رضي الله عنها - إنما فيه ذكر الفرق الذي كان يغتسل منه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهي لم تذكر مقدار الماء الذي كان يكون فيه ، هل هو ملؤه ، أو أقل من ذلك ؟

                                                        فقد يجوز أن يكون يغتسل هو وهي بملئه ؛ ويجوز أن يكون كان يغتسل هو وهي بأقل من ملئه ، مما هو صاعان ، فيكون كل واحد منهم مغتسلا بصاع من ماء ، ويكون معنى هذا الحديث موافقا لمعاني الأحاديث التي رويت ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنه كان يغتسل بصاع .

                                                        التالي السابق


                                                        الخدمات العلمية