الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
125 . لكن إذا صح لنا مخرجه بمسند أو مرسل يخرجه 126 . nindex.php?page=treesubj&link=21528من ليس يروي عن رجال الأول نقبله ، قلت : الشيخ لم يفصل 127 . والشافعي بالكبار قيدا ومن روى عن الثقات أبدا 128 . ومن إذا شارك أهل الحفظ وافقهم إلا بنقص لفظ
[ ص: 208 ] هذا استدراك; لكون nindex.php?page=treesubj&link=21528المرسل يحتج به إذا أسند من وجه آخر ، أو أرسله من أخذ العلم عن غير رجال المرسل الأول .
وقوله : ( نقبله ) ، هو مجزوم جواب للشرط على مذهب الكوفيين والأخفش كقول الشاعر :
وإذا تصبك مصيبة فاصبر لها وإذا تصبك خصاصة فتجمل
وقوله: ( قلت الشيخ ) ، إلى آخر الأبيات الأربعة ، من الزوائد على nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح ، وهو اعتراض عليه في حكايته لكلام nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي - رضي الله عنه - قال nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح : اعلم أن حكم المرسل حكم الحديث الضعيف ، إلا أن يصح مخرجه بمجيئه من وجه آخر ، كما سبق بيانه في نوع الحسن ، والذي ذكر أنه سبق أنه حكى هناك نص nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي في مراسيل التابعين أنه يقبل منها المرسل الذي جاء نحوه مسندا ، وكذلك لو وافقه مرسل آخر أرسله من أخذ العلم عن غير رجال التابعي الأول في كلام له ذكر فيه وجوها من الاستدلال على صحة مخرج المرسل بمجيئه من وجه آخر. انتهى كلام nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح .
[ ص: 209 ] ووجه الاعتراض عليه أنه أطلق القول عن nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي بأنه يقبل مطلق المرسل إذا تأكد بما ذكره nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي . nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي إنما يقبل مراسيل كبار التابعين ، إذا تأكدت مع وجود الشرطين المذكورين في كلامي ، كما نص عليه في كتاب الرسالة. وممن روى كلام nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي كذلك أبو بكر nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب في “ الكفاية “ ، nindex.php?page=showalam&ids=13933وأبو بكر البيهقي في “ المدخل “ بإسناديهما الصحيحين إليه ، أنه قال: والمنقطع مختلف فمن nindex.php?page=treesubj&link=29110شاهد أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من التابعين فحدث حديثا منقطعا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - اعتبر عليه بأمور ، منها أن ينظر إلى ما أرسل من الحديث. فإن شركه فيه الحفاظ المأمونون فأسندوه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، بمثل معنى ما روي; كانت هذه دلالة على صحة ما قبل عنه وحفظه وإن انفرد بإرسال حديث لم يشركه فيه من يسنده قبل ما ينفرد به من ذلك ويعتبر عليه بأن ينظر هل يوافقه مرسل غيره ممن قبل العلم من غير رجاله الذين قبل عنهم ؟ فإن وجد ذلك كانت دلالة تقوي له مرسله ، وهي أضعف من [ ص: 210 ] الأولى ، وإن لم يوجد ذلك نظر إلى بعض ما يروى عن بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قولا له ، فإن وجد ما يوافق ما روى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانت في هذا دلالة على أنه لم يأخذ مرسله إلا عن أصل يصح إن شاء الله تعالى ، وكذلك إن وجد عوام من أهل العلم يفتون بمثل معنى ما روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ثم يعتبر عليه بأن يكون إذا سمى من روى عنه لم يسم مجهولا ، ولا مرغوبا عن الرواية عنه ، فيستدل بذلك على صحته فيما روى عنه. ويكون إذا شرك أحدا من الحفاظ في حديثه لم يخالفه ، فإن خالفه بأن وجد حديثه أنقص ، كانت في هذه دلائل على صحة مخرج حديثه ومتى خالف ما وصفت أضر بحديثه ، حتى لا يسع أحدا قبول مرسله قال: وإذا وجدت الدلائل بصحة حديثه بما وصفت أحببنا أن نقبل مرسله. ثم قال: فأما من بعد كبار التابعين ، فلا أعلم واحدا يقبل مرسله لأمور: أحدها: أنهم أشد تجوزا فيمن يروون عنه والآخر: أنهم وجد عليهم الدلائل فيما أرسلوا لضعف مخرجه. والآخر: كثرة الإحالة في الأخبار وإذا كثرت الإحالة كان أمكن للوهم وضعف من يقبل عنه. قال nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : وقول nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : أحببنا أن نقبل مرسله. أراد به: اخترنا. انتهى.
[ ص: 211 ] فقولي: ( ومن روى عن الثقات أبدا ) أي: nindex.php?page=treesubj&link=21528إذا أرسل وسمى من أرسل عنه لم يسم إلا ثقة ، فيكون المراد: ومن روى ما أرسله عن الثقات ويحتمل: ومن روى مطلقا عن الثقات المراسيل وغيرها. وعبارة nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي محتملة للأمرين فليحمل النظم على أرجح محملي كلام nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي - رضي الله عنه - .