الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختلف الصحابة والتابعون في nindex.php?page=treesubj&link=29205كتابة الحديث : فكرهه nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود nindex.php?page=showalam&ids=47وزيد بن ثابت وأبو موسى nindex.php?page=showalam&ids=44وأبو سعيد الخدري ، وآخرون من الصحابة والتابعين ، لقوله - صلى الله عليه وسلم - : " nindex.php?page=hadith&LINKID=709253لا تكتبوا عني شيئا إلا القرآن ، ومن كتب عني شيئا غير [ ص: 462 ] القرآن فليمحه " . أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من حديث أبي سعيد . وجوزه أو فعله جماعة من الصحابة ، منهم : nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ، وعلي وابنه الحسن ، nindex.php?page=showalam&ids=13وعبد الله بن عمرو بن العاص ، nindex.php?page=showalam&ids=9وأنس ، nindex.php?page=showalam&ids=36وجابر ، nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس ، nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر أيضا ، وعطاء ، nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير ، nindex.php?page=showalam&ids=16673وعمر بن عبد العزيز ، وحكاه nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض عن أكثر [ ص: 463 ] الصحابة والتابعين ، قال : ثم أجمع المسلمون على جوازها ، وزال ذلك الخلاف . ومما يدل على الجواز قوله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح : " nindex.php?page=hadith&LINKID=652254اكتبوا لأبي شاه " . وروى أبو داود من حديث nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو ، قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=675084كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" . . . فذكر الحديث . وفيه : أنه ذكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقال له : اكتب . وفي صحيح nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : ليس أحد من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -; أكثر حديثا عنه مني إلا ما كان من nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو فإنه كان يكتب ولا [ ص: 464 ] أكتب . وهذان الحديثان هما المراد بقولي : (وكتب السهمي) ، أريد : nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو السهمي . وهذا الاستدلال من الزوائد على nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح مما لم أميزه من كلامه . وقد ذكر nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر في كتاب " بيان آداب العلم " : أن nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة كان يكتب ، قال : والرواية الأولى أصح .
وقد اختلف في الجواب عن حديث أبي سعيد والجمع بينه وبين أحاديث الإذن في الكتابة ، فقيل : إن النهي منسوخ بها ، وكان النهي في أول الأمر لخوف اختلاطه بالقرآن ، فلما أمن ذلك أذن فيه ، وجمع بعضهم بينهما : بأن النهي في حق من وثق بحفظه وخيف اتكاله على خطه إذا كتب ، والإذن في حق من لا يوثق بحفظه ، كأبي شاه المذكور . وحمل بعضهم النهي على كتابة الحديث مع القرآن في صحيفة واحدة; لأنهم كانوا يسمعون تأويل الآية فربما كتبوه معه فنهوا عن ذلك ، لخوف الاشتباه ، والله أعلم .