ذكر الخبر الدال على أن السعي بين الصفا  والمروة  
فريضة لا يجوز تركه 
 3840  - أخبرنا محمد بن عبيد الله بن الفضل الكلاعي  بحمص  قال : حدثنا  عمرو بن عثمان بن سعيد  قال : حدثنا  شعيب بن أبي حمزة  ، عن  الزهري  ، قال : قال  عروة بن الزبير   : سألت عائشة  زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، فقلت  [ ص: 149 ] لها : أرأيت قول الله : إن الصفا والمروة من شعائر الله  إلى آخر الآية ، فقلت لعائشة   : فوالله ما على أحد جناح ألا يطوف بين الصفا  والمروة  ، فقالت عائشة   : بئس ما قلت يا ابن أختي ؛ إن هذه الآية لو كانت على ما أولتها عليه ، كانت فلا جناح عليه أن لا يطوف بهما ، ولكنها إنما أنزلت في الأنصار  قبل أن يسلموا ، كانوا يهلون لمناة الطاغية التي كانوا يعبدون ، عند المشلل  ، وكان من أهل لها يتحرج أن يطوف بين الصفا  والمروة  ، فلما أسلموا سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك ، وقالوا : يا رسول الله ، إنا كنا نتحرج أن نطوف بالصفا  والمروة  ، فأنزل الله : إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما  قالت عائشة   : ثم قد سن رسول الله صلى الله عليه وسلم الطواف بهما ، فليس لأحد أن يترك الطواف بهما   . 
قال  الزهري   : ثم أخبرت  أبا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام  بالذي حدثني  عروة  عن عائشة  ، فقال  أبو بكر   : إن هذا لعلم ، وإني ما كنت سمعته ، ولقد سمعت رجالا من أهل العلم يزعمون أن الناس إلا من ذكرت عائشة  ممن كان يهل لمناة ، كانوا يطوفون كلهم بالصفا  والمروة  ، فلما ذكر الله الطواف بالبيت  في القرآن ، ولم يذكر الطواف بالصفا  والمروة  ، فأنزل الله جل ذكره : إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما   [ ص: 150 ] ، قال  أبو بكر   : فأسمع ، هذه نزلت في الفريقين كليهما في الذين كانوا يتحرجون في الجاهلية أن يطوفوا بالصفا  والمروة  ، ثم تحرجوا أن يطوفوا بهما في الإسلام من أجل أن الله أمرنا بالطواف بالبيت  ، ولم يذكرهما حين ذكر ذلك بعدما ذكر الطواف بالبيت   . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					