[ ص: 226 ] ذكر الموضع الذي أمرهم المصطفى صلى الله عليه وسلم بما وصفنا فيه
بعد تقدمتهم الإهلال بعمرة
3918 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال : حدثنا قال : حدثنا محمد بن بشار قال : حدثنا أبو بكر الحنفي أفلح بن حميد ، قال : سمعت عن القاسم بن محمد ، عائشة ، قالت : بسرف ، قالت : فخرج صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه ، فقال : من لم يكن معه هدي ، وأحب أن يجعلها عمرة ، فليفعل ، ومن كان معه الهدي ، فلا ، قالت : فالآخذ بها والتارك لها من أصحابه ، قالت : فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجال من أصحابه ، فكانوا أهل قوة ، فكان معهم الهدي ، فلم يقدروا على العمرة ، قالت : فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنا أبكي ، فقال صلى الله عليه وسلم : ما يبكيك يا هنتاه ؟ قلت : قد سمعت قولك لأصحابك ، فمنعت العمرة ، قال : وما شأنك ؟ قالت : لا أصلي ، قال : فلا يضرك ، إنما أنت امرأة من بنات آدم ، كتب الله عليك ما كتب عليهن ، فكوني في حجتك ، فعسى أن تدركيها ، قالت : فخرجنا في حجه حتى قدمنا منى ، فطهرت ، ثم خرجت من منى فأفضت البيت ، قالت : ثم خرجت معه في النفر الآخر حتى نزل المحصب ، ونزلنا معه ، فدعا ، فقال صلى الله عليه وسلم : اخرج بأختك من الحرم ، فلتهل بعمرة ، ثم افرغا ، ثم ائتيا هنا ، فإني أنظركما حتى تأتياني ، قالت : فخرجت لذلك حتى فرغت ، وفرغت من [ ص: 227 ] الطواف ، ثم جئته سحرا ، فقال صلى الله عليه وسلم : هل فرغتم ؟ قلت : نعم . قال : فأذن بالرحيل في أصحابه ، فارتحل الناس ، فمر عبد الرحمن بن أبي بكر بالبيت قبل صلاة الصبح ، فطاف به ، ثم خرج فركب ، ثم انصرف متوجها إلى المدينة خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في أشهر الحج ، وليالي الحج ، وحرم الحج ، حتى نزلنا .