[ ص: 55 ] [ ص: 56 ] [ ص: 57 ] ذكر الإخبار عن وصف موت
الغفاري رحمة الله عليه أبي ذر
6670 - أخبرنا قال : حدثنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال : حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح قال : حدثني يحيى بن سليم عبد الله بن عثمان بن خثيم عن عن مجاهد إبراهيم بن الأشتر عن عن أبيه أم ذر ، قالت : الوفاة بكيت ، فقال : ما يبكيك ؟ فقلت : ما لي لا أبكي وأنت تموت بفلاة من الأرض ، وليس عندي ثوب يسعك كفنا ، قال : فلا تبكي وأبشري ؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لنفر أنا فيهم : ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض ، يشهده عصابة من المؤمنين ، وليس من أولئك النفر أحد إلا وقد هلك في قرية جماعة ، وأنا الذي أموت بفلاة ، والله [ ص: 58 ] ما كذبت ولا كذبت ، فأبصري الطريق ، قالت : وأنى وقد ذهب الحاج وانقطعت الطرق ، قال : اذهبي فتبصري ، قالت : فكنت أجيء إلى كثيب ، فأتبصر ، ثم أرجع إليه فأمرضه ، فبينما أنا كذلك إذا أنا برجال على رحالهم ، كأنهم الرخم ، فأقبلوا حتى وقفوا علي ، وقالوا : ما لك أمة الله ؟ قلت لهم : امرؤ من المسلمين يموت ، تكفنونه ؟ قالوا : من هو ؟ فقلت : أبا ذر ، قالوا : صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قلت : نعم ، قالت : ففدوه بآبائهم وأمهاتهم ، وأسرعوا إليه ، فدخلوا عليه ، فرحب بهم ، وقال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لنفر أنا فيهم : ليموتن منكم رجل بفلاة من الأرض ، يشهده عصابة من المؤمنين . أبو ذر
وليس من أولئك النفر أحد إلا هلك في قرية وجماعة ، وأنا الذي أموت بفلاة أنتم تسمعون إنه لو كان عندي ثوب يسعني كفنا لي أو لامرأتي ، لم أكفن إلا في ثوب لي أو لها ، أنتم تسمعون إني أشهدكم أن لا يكفنني رجل منكم كان أميرا أو عريفا أو بريدا أو نقيبا ، فليس أحد من القوم إلا قارف بعض ذلك إلا فتى من الأنصار ، فقال : يا عم ، أنا أكفنك لم أصب مما ذكرت شيئا ، [ ص: 59 ] أكفنك في ردائي هذا ، وفي ثوبين في عيبتي من غزل أمي حاكتهما لي ، فكفنه الأنصاري في النفر الذين شهدوه ، منهم حجر بن الأدبر ، ومالك بن الأشتر في نفر كلهم يمان لما حضرت .