ذكر عم رسول الله صلى الله عليه وسلم رضوان الله عليه حمزة بن عبد المطلب
7016 - أخبرنا حدثنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي حدثنا عن أبي حدثني ابن إسحاق عبد الله بن الفضل بن عباس بن ربيعة بن الحارث عن ، [ ص: 480 ] عن سليمان بن يسار جعفر بن عمرو بن أمية الضمري ، قال : وعبيد الله بن عدي بن نوفل بن عبد مناف في زمن ، فأدربنا مع الناس ، فلما قفلنا وردنا معاوية حمص ، فكان وحشي مولى جبير بن مطعم قد سكنها ، وأقام بها ، فلما قدمناها ، قال لي عبيد الله بن عدي : هل لك في أن نأتي وحشيا فنسأله عن كيف كان قتله له ؟ قال : فخرجنا حتى جئناه ، فإذا هو بفناء داره على طنفسة ، وإذا هو شيخ كبير ، فلما انتهينا إليه سلمنا عليه ، فرفع رأسه إلى حمزة عبيد الله بن عدي ، قال : ابن لعدي بن الخيار ؟ قال : نعم ، قال : أما والله ما رأيتك منذ ناولتك أمك السعدية التي أرضعتك بذي طوى ، فإني ناولتها إياك وهي على بعيرها ، فأخذتك ، فلمعت لي قدماك حين رفعتك إليها ، فوالله ما هو إلا أن وقفت علي فرأيتها فعرفتها .
فجلسنا إليه فقلنا : جئناك لتحدثنا عن قتل كيف قتلته ؟ قال : أما إني سأحدثكما كما حدثت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سألني عن ذلك ، كنت غلاما حمزة ، وكان عمه لجبير بن مطعم بن عدي بن نوفل طعيمة بن عدي قد أصيب يوم بدر ، فلما سارت قريش إلى أحد ، قال لي : إن قتلت جبير بن مطعم عم حمزة محمد صلى الله عليه وسلم بعمي طعيمة فأنت عتيق ، قال : فخرجت وكنت حبشيا أقذف بالحربة قذف الحبشة ، قلما أخطئ بها شيئا ، فلما التقى الناس ، خرجت أنظر [ ص: 481 ] حتى رأيته في عرض الناس مثل الجمل الأورق ، يهز الناس بسيفه هزا ، ما يقوم له شيء ، فوالله إني لأتهيأ له أريده ، وأتأنى عجزا ، إذ تقدمني إليه حمزة سباع بن عبد العزى ، فلما رآه ، قال : هلم يا ابن مقطعة البظور ، قال : ثم ضربه ، فوالله لكأنما أخطأ رأسه ، قال : وهززت حربتي ، حتى إذا رضيت منها ، دفعتها عليه ، فوقعت في ثنته حتى خرجت بين رجليه ، فذهب لينوء نحوي ، فغلب ، وتركته وإياها حتى مات ، ثم أتيته فأخذت حربتي ، ثم رجعت إلى الناس فقعدت في العسكر ، ولم يكن لي بعده حاجة ، إنما قتلته لأعتق ، فلما قدمت حمزة مكة عتقت خرجت أنا .