[ ص: 45 ] ذكر البيان بأن جبريل عليه السلام كان لا يدخل على المصطفى صلى الله عليه وسلم بيته إذا وضعت عائشة ثيابها
7110 - أخبرنا حدثنا عمران بن موسى بن مجاشع محمد بن عبد الله العصار حدثنا أخبرنا عبد الرزاق ، أخبرني ابن جريج عبد الله بن كثير ، أنه سمع محمد بن قيس بن مخرمة يقول : سمعت عائشة قالت : البقيع ، فرفع يديه ثلاث مرات فأطال القيام ، ثم انحرف فانحرفت ، فأسرع فأسرعت ، فهرول فهرولت ، فأحضر فأحضرت ، فسبقته فدخلت ، فليس إلا أن اضطجعت دخل ، فقال : ما لك يا عائشة ؟ قلت : لا شيء ، قال : لتخبرني أو ليخبرني اللطيف الخبير ، قلت : يا رسول الله ، بأبي أنت وأمي فأخبرته الخبر ، قال : أنت السواد الذي رأيت أمامي ؟ قلت : [ ص: 46 ] نعم ، قالت : فلهز في صدري لهزة أوجعتني ، ثم قال : أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله ، قالت : فقلت : مهما يكتم الناس فقد علمه الله ، قال : فإن جبريل صلوات الله عليه أتاني حين رأيت ولم يكن يدخل عليك وقد وضعت ثيابك ، فناداني فأخفى منك ، فأجبته فأخفيته منك ، وظننت أنك قد رقدت وكرهت أن أوقظك ، وخشيت أن تستوحشي ، فأمرني أن آتي أهل البقيع فأستغفر لهم ، قلت : كيف يا رسول الله ؟ قال : قولي : السلام على أهل الديار من المؤمنين المسلمين ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين ، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ألا أحدثكم عني وعن النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قلنا : بلى ، قالت : لما كان ليلتي انقلب صلى الله عليه وسلم ، فوضع نعليه عن رجليه ووضع رداءه ، وبسط طرف إزاره على فراشه ، فلم يلبث إلا ريثما ظن أني قد رقدت ، ثم انتعل رويدا وأخذ رداءه رويدا ، ثم فتح الباب ، فخرج وأجافه رويدا ، جعلت درعي في رأسي ، ثم تقنعت بإزاري ، فانطلقت في إثره حتى أتى .