[ ص: 450 ] ذكر الإخبار عن وصف حالة آخر من يدخل الجنة ممن أخرج من النار بعد تعذيب الله جل وعلا إياهم بذنوبهم
7429 - أخبرنا قال : حدثنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال : حدثنا ابن أبي السري قال : أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عطاء بن يزيد الليثي عن قال : أبي هريرة
قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : هو لك وعشرة أمثاله ، فقال أبو سعيد : حفظت : هو لك ومثله معه وذلك الرجل آخر أهل الجنة دخولا . أبو هريرة قال الناس : يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب ؟ قالوا : لا يا رسول الله ، قال : فهل تضارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب ؟ قالوا : لا يا رسول الله ، قال : فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك ، يجمع الله الناس يوم القيامة فيقول : من كان يعبد شيئا فليتبعه ، فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس ، ومن كان يعبد القمر القمر ، ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت ، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها ، فيأتيهم الله جل وعلا في غير صورته التي يعرفون ، فيقول : أنا ربكم ، فيقولون : نعوذ بالله منك هذا مقامنا حتى يأتينا ربنا ، فإذا جاءنا ربنا عرفناه قال : فيأتيهم في الصورة التي يعرفون ، فيقول : أنا ربكم ، فيقولون أنت ربنا ، ويضرب جسر على جهنم قال النبي صلى الله عليه وسلم : فأكون أول من يجوزه ، ودعوة الرسل يومئذ : اللهم سلم سلم ، وبه كلاليب مثل شوك السعدان ، هل [ ص: 451 ] تدرون شوك السعدان ؟ قالوا : نعم ، يا رسول الله . قال : فإنها مثل شوك السعدان غير أنه لا يعلم قدر عظمها إلا الله ، فتخطف الناس بأعمالهم ، فمنهم الموبق بعمله ، ومنهم المخردل ، ثم ينجو حتى إذا فرغ الله من القضاء بين عباده ، وأراد أن يخرج من النار من أراد ممن كان يشهد أن لا إله إلا الله أمر الله الملائكة أن يخرجوهم ، فيعرفونهم بعلامة آثار السجود ، قال : وحرم الله على النار أن تأكل من ابن آدم أثر السجود قال : فيخرجونهم قد امتحشوا فيصب عليهم ماء يقال له : ماء الحياة ، فينبتون نبات الحبة في حميل السيل ، قال : ويبقى رجل مقبل بوجهه على النار ، فيقول : يا رب قد قشبني ريحها ، وأحرقني ذكاؤها ، فاصرف وجهي عن النار ، فلا يزال يدعو ، فيقول الله جل وعلا : فلعلي إن أعطيتك ذلك أن تسألني غيره ، فيقول : لا وعزتك لا أسألك غيره ، فيصرف وجهه عن النار ، ثم يقول بعد ذلك : يا رب ، قربني إلى باب الجنة ، فيقول جل وعلا : أليس قد زعمت أن لا تسألني غيره ؟ ويلك يا ابن آدم ما أغدرك ! فلا يزال يدعو ، فيقول جل وعلا : فلعلك إن أعطيتك ذلك أن تسألني غيره ، فيقول : لا وعزتك لا أسألك غيره ، ويعطي الله من عهود ومواثيق أن لا يسأله غيره ، فيقربه إلى باب الجنة فلما [ ص: 452 ] قربه منها انفهقت له الجنة ، فإذا رأى ما فيها سكت ما شاء الله أن يسكت ، ثم يقول : يا رب أدخلني الجنة ، فيقول جل وعلا : أليس قد زعمت أن لا تسألني غيره ، ويلك يا ابن آدم ما أغدرك ! فيقول : يا رب لا تجعلني أشقى خلقك ، قال : فلا يزال يدعو حتى يضحك جل وعلا ، فإذا ضحك منه أذن له بالدخول دخول الجنة ، فإذا دخل قيل له : تمن كذا وتمن كذا . فيتمنى حتى تنقطع به الأماني ، فيقول جل وعلا : هو لك ومثله معه .