الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              4862 [ 2622 ] وعن سعد بن أبي وقاص ، قال : جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : علمني كلاما أقوله ، قال : قل : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا ، سبحان الله رب العالمين ، لا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم ، قال : فهؤلاء لربي فما لي ؟ قال : قل : اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني . وزاد من حديث أبي مالك الأشجعي : وعافني . ويجمع أصابعه إلى الإبهام ، قال : فإن هؤلاء تجمع لك دنياك وآخرتك .

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              و (قوله : " الله أكبر كبيرا ") نصب (كبيرا) على أنه مفعول بفعل مضمر ، تقديره : أكبر كبيرا ، هذا قول بعض النحويين .

                                                                                              و (قوله : والحمد لله كثيرا ) نصب (كثيرا) على : أنه نعت لمصدر محذوف . كأنه قال : والحمد لله حمدا كثيرا .

                                                                                              و (قوله : فهؤلاء لربي ) أي : هؤلاء الكلمات هي حق الله تعالى ; إذ هي أوصافه . فما لي ؟ أي : فما الذي أذكره لحقي وحظي ؟ فدله صلى الله عليه وسلم على دعاء يشمل له مصالح الدنيا والآخرة ، فقال : قل : اللهم اغفر لي ، وارحمني ، واهدني ، وارزقني ، وعافني " أي : اغفر لي ذنوبي السالفة ، وارحمني بنعمك المتوالية ، واهدني إلى السبيل الموصل إليك ، وارزقني ما أستعين به على ذلك ، ويغنيني عن غيرك ، وعافني عما ينقض لي شيئا أو ينقصه .

                                                                                              و (قوله : ويجمع بين أصابعه ) أي : عند الكلمات المدعو بها عليك ، تمكينا لها في النفس ، وضبطا لها في الحفظ .

                                                                                              [ ص: 24 ] و (قوله : " فإن هؤلاء تجمع دنياك وآخرتك ") أي : هذه الدعوات تجمع لك خيرات الدارين ، وتكفيك شرورهما .




                                                                                              الخدمات العلمية