4926 (21) باب
الدعاء بصالح ما عمل من الأعمال
[ 2664 ] عن ابن عمر فقال بعضهم لبعض : انظروا أعمالا عملتموها صالحة لله فادعوا الله تعالى بها ، لعل الله يفرجها عنكم ، فقال أحدهم : اللهم ، إنه كان لي والدان شيخان كبيران وامرأتي ، ولي صبية صغار أرعى عليهم ، فإذا أرحت عليهم حلبت فبدأت بوالدي ، فسقيتهما قبل بني ، وإني نأى بي ذات يوم الشجر فلم آت حتى أمسيت ، فوجدتهما قد ناما ، فحلبت كما كنت أحلب ، فجئت بالحلاب ، فقمت عند رؤوسهما أكره أن أوقظهما من نومهما ، وأكره أن أسقي الصبية قبلهما ، والصبية يتضاغون عند قدمي ، فلم يزل ذلك دأبي ودأبهم حتى طلع الفجر ، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا منها فرجة نرى منها السماء ، ففرج الله منها فرجة فرأوا منها السماء . بينما ثلاثة نفر - في رواية : ممن كان قبلكم - يتمشون ، أخذهم الطوفان فأووا إلى غار في جبل ، فانحطت على فم غارهم صخرة من الجبل ، فانطبقت عليهم ،
وقال الآخر : اللهم إني كانت لي ابنة عم أحببتها كأشد ما يحب الرجال النساء ، وطلبت إليها نفسها ، فأبت حتى آتيها بمائة دينار ، فتعبت حتى جمعت مائة دينار - وفي رواية : عشرين ومائة - فجئتها بها ، فلما وقعت بين رجليها قالت : يا عبد الله ، اتق الله ولا تفتح الخاتم إلا بحقه ، فقمت عنها ، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا منها فرجة ، ففرج لهم .
وقال الآخر : اللهم إني كنت استأجرت أجيرا بفرق أرز ، فلما قضى عمله قال : أعطني حقي ، فعرضت عليه فرقه فرغب عنه ، فلم أزل أزرعه حتى جمعت منه بقرا ورعاءها ، فجاءني فقال : اتق الله ، ولا تظلمني حقي ، قلت : اذهب إلى تلك البقر ورعائها فخذها ، فقال : اتق الله ، ولا تستهزئ بي ، فقلت : إني لا أستهزئ بك ، خذ ذلك البقر ورعاءها ، فأخذه فذهب به ، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا ما بقي ، ففرج الله ما بقي . وفي رواية : وخرجوا يمشون . عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أنه قال :
رواه البخاري (2215) ، ومسلم (2743) .
[ ص: 64 ]