وَ (قَوْلُهُ : " nindex.php?page=treesubj&link=30538_29693_19960_31756_32491_19961_20003إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ - يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ - مِائَةَ رَحْمَةٍ " مَعْنَى [ ص: 84 ] خَلَقَ - هُنَا - : قَدَّرَ ، وَهُوَ أَصْلُ هَذَا اللَّفْظِ ، كَمَا قَالَ زُهَيْرٌ :

وَلَأَنْتَ تَفْرِي مَا خَلَقْتَ وَبَعْـ ـضُ الْقَوْمِ يَخْلُقُ ثُمَّ لَا يَفْرِي

أَيْ : يُقَدِّرُ ، وَيَكُونُ مَعْنَاهُ : إِنَّ اللَّهَ أَظْهَرَ تَقْدِيرَهُ لِتِلْكَ الرَّحَمَاتِ ، أَيْ : عِلْمُهُ بِهَا ، يَوْمَ أَظْهَرَ تَقْدِيرَهُ لِاخْتِرَاعِ السَّمَاوَاتِ . وَيَصِحُّ أَنْ يُقَالَ : إِنَّ مَعْنَى خَلَقَ : اخْتَرَعَ وَأَوْجَدَ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْمِائَةَ الرَّحْمَةِ ، فَأَرْسَلَ فِي هَذَا الْعَالَمِ نَوْعًا وَاحِدًا مِنْ تِلْكَ الْأَنْوَاعِ ، وَادَّخَرَ فِي الْجَنَّةِ سَائِرَهَا لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ .

وَ (قَوْلُهُ : " كُلُّ رَحْمَةٍ طِبَاقٌ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ") إِغْيَاءٌ وَتَكْثِيرٌ ، وَقَدْ جَاءَ هَذَا الْإِغْيَاءُ بِهَذَا النَّوْعِ كَثِيرًا فِي الشَّرْعِ وَاللُّغَةِ ، وَقَدْ جَاءَ فِي بَعْضِ أَلْفَاظِ رُوَاةِ nindex.php?page=showalam&ids=17080مُسْلِمٍ : " جَعَلَ اللَّهُ الرُّحْمَ مِائَةَ جُزْءٍ " رُوِيَ بِضَمِّ الرَّاءِ وَفَتْحِهَا ، وَهُوَ بِمَعْنَى الرَّحْمَةِ ، وَاللَّفْظُ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ هُوَ الْأَصَحُّ وَالْأَوْضَحُ .