[ ص: 119 ] الثانية [ كيف يطلب الله من عباده ما يخالف علمه ؟ ] 
استشكل الشيخ عز الدين  توجيه الجواز ، فقال : إذا علم الله أن بعض الخلق أو أكثرهم لا يطيعون ولا يمتثلون فكيف يطلب منهم ما يخالف علمه ؟ فعلى هذا فقد كلفهم بما لا يطيقون ، لأن ما علم أنه لا يكون فواجب لازم أن لا يكون وما علم أنه يكون فواجب أن يكون . 
وأجاب : بأن أحسن ما قيل فيه أن توجيه الخطاب للأشقياء الذين لا يمتثلون ما أمروا به ، ولا يجتنبون ما نهوا عنه  ليس طلبا على الحقيقة ، وإنما هو علامة وضعت على شقاوتهم ، وأمارة نصبت ، على تعذيبهم ، إذ لا يبعد في كلام العرب  أن يعبر بصيغة الأمر والنهي عن الخبر . 
قلت : وهذه المقالة حكاها إمام الحرمين  عن والده وزيفها ، وابن برهان  عن الأستاذ  كما سبق ، واستأنس لها ابن عطية  بتكليف المصور يوم القيامة أن يعقد شعيرة . . . الحديث . 
الثالثة [ استحالة ورود الأمر بالكفر ] 
قال الإمام  في " الرسالة النظامية " يستحيل ورود الأمر بالكفر بالله  [ ص: 120 ] تعالى ، وكيف يتصور مع العلم بالله الأمر بالجهل به ؟ فهو من قبيل جمع الضدين . 
				
						
						
