[ التنبيه ] السابع 
أن هذه المسألة فرعية ، وذكرها في الأصول لبيان أصل مختلف فيه ، وهو أن الإمكان المشترط في التكليف هل يشترط فيه أن يكون ناجزا مع الخطاب أو لا ؟  وقال إلكيا الهراسي  في " مطالع الأحكام " : مأخذ هذه المسألة أنه ليس في ترتيب الثواني على الأوائل ما يخرجها عن أن تكون ممكنة . 
يعني أن ترتيب التكليف على اشتراط تقديم الإيمان ، وهو ترتيب أمر ثان على وجود أمر أول ، وليس ذلك ممتنعا ، ولا موجبا للامتناع كالآحاد المترتبة في مراتب العداد كل واحد منها مرتب الوجود على ما قبله . الثاني على الأول ، والثالث على الثاني ، وهلم جرا . [ التنبيه ] الثامن 
أن المسألة ظنية عند القاضي  لتعلقها بالظواهر من مسألة الاجتهاد ، وخالفه إمام الحرمين  ، ورأى أنها قطعية ، وقال : نحن نقطع بتكليفهم بالشرع جملة ونعامله تفصيلا ، واختاره الغزالي  في " المنخول " ونقل عن القاضي  التردد في القطع .  [ ص: 147 ] التنبيه ] التاسع 
أنه قد كثر استدلال الناس من القرآن على تكليفهم ، وطال النزاع فيه وليس فيه أصرح من قوله تعالى : { الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون    } وقوله : { لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن    } . 
[ التنبيه ] العاشر 
إن القائلين بالتكليف يحتاجون إلى الجواب عن حديث الجبة التي أعطاها النبي صلى الله عليه وسلم  لعمر  ، وكساها أخا له مشركا بمكة  إلا أن يقال :  عمر  لم يأذن لأخيه في لبسها ، وكساه معناه ملكه ، كما أن الكسوة في الكفارة المراد بها التمليك . وكذلك عن { قوله صلى الله عليه وسلم في آنية الذهب والفضة : فإنها لهم في الدنيا   } إلا أن يقال : إنه خرج مخرج التهديد لا الإباحة ، ويبعده قوله : ( ولكنه في الآخرة ) . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					