الفرع الثالث: : ما يشرع كتابته في صدر الوصية
ورد عن السلف من الصحابة، والتابعين أذكار ووصايا عامة يشرع كتابتها في صدر الوصية، فمن ذلك:
(99) 1 - ما رواه من طريق عبد الرزاق ، عن محمد بن سيرين رضي الله عنه قال: "كانوا يكتبون في صدور وصاياهم: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أوصى به فلان، إنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن أنس بن مالك محمدا عبده ورسوله، (وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور) وأوصى من ترك من أهله أن يتقوا الله، ويصلحوا ذات بينهم، ويطيعوا الله ورسوله إن كانوا مؤمنين، وأوصاهم بما أوصى إبراهيم بنيه ويعقوب : إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون
(إسناده صحيح).
(100) 2 - ما رواه من طريق أبو داود ، عن الليث يحيى بن سعيد ، عن [ ص: 225 ] صدقة رضي الله عنه قال: نسخها لي عمر بن الخطاب عبد الحميد بن عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب "بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما كتب عبد الله في عمر ثمغ ، فقص من خبره نحو حديث ، قال: "غير متأثل مالا، فما عفا عنه من ثمره فهو للسائل والمحروم". قال: وساق القصة قال: وإن شاء ولي نافع ثمغ اشترى من ثمره رقيقا لعمله.
وكتب ، وشهد معيقيب : بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أوصى به عبد الله عبد الله بن الأرقم أمير المؤمنين إن حدث به حدث: أن عمر ثمغا ، وصرمة بن الأكوع ، والعبد الذي فيه، والمائة سهم التي بخيبر ، ورقيقه الذي فيه، والمائة التي أطعمه محمد صلى الله عليه وسلم بالوادي تليه ما عاشت، ثم يليه ذو الرأي من أهلها أن لا يباع ولا يشترى، ينفقه حيث رأى من السائل والمحروم وذوي القربى، ولا حرج على من وليه إن أكل أو آكل أو اشترى رقيقا منه" . حفصة
[ ص: 226 ] (101) 3 - ما رواه من طريق الطبراني إسماعيل بن راشد ، قال:... وقال علي للحسن رضى الله عنهم: أي بني، أوصيكما بتقوى الله، وإقام الصلاة لوقتها، وإيتاء الزكاة عند محلها، وحسن الوضوء، فإنه لا يقبل صلاة إلا بطهور، وأوصيكم بغفر الذنب، وكظم الغيظ، وصلة الرحم، والحلم عن الجهل، والتفقه في الدين، والتثبت في الأمر، وتعاهد القرآن، وحسن الجوار، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واجتناب الفواحش، قال: ثم نظر إلى والحسين فقال: هل حفظت ما أوصيت به أخويك؟ قال: نعم، قال: فإني أوصيك بمثله، وأوصيك بتوقير أخويك؛ لعظم حقهما عليك، وتزيين أمرهما، ولا تقطع أمرا دونهما، ثم قال لهما: أوصيكما به، فإنه شقيقكما، وابن أبيكما، وقد علمتما أن أباكما كان يحبه، ثم أوصى فكانت وصيته: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أوصى به محمد بن الحنفية رضي الله عنه، أوصى أنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن علي بن أبي طالب محمدا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، ولو كره المشركون، ثم إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له، وبذلك أمرت وأنا من المسلمين، ثم أوصيكما يا ، ويا حسن ، وجميع أهلي وولدي، ومن بلغه كتابي بتقوى الله ربكم، [ ص: 227 ] ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، واعتصموا بحبل الله جميعا، ولا تفرقوا، فإني سمعت حسين أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول: "إن صلاح ذات البين أعظم من عامة الصلاة والصيام" ، وانظروا إلى ذوي أرحامكم فصلوهم يهون الله عليكم الحساب، والله الله في الأيتام لا يضيعن بحضرتكم ، والله الله في الصلاة فإنها عمود دينكم، والله الله في الزكاة فإنها تطفئ غضب الرب عز وجل، والله الله في الفقراء والمساكين فأشركوهم في معايشكم، والله الله في القرآن فلا يسبقنكم بالعمل به غيركم، والله الله في الجهاد في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم، والله الله في بيت ربكم عز وجل لا يخلون ما بقيتم، فإنه إن ترك لم تناظروا، والله الله في أهل ذمة نبيكم صلى الله عليه وسلم، يظلمن بين ظهرانيكم ، والله الله في جيرانكم فإنهم وصية نبيكم صلى الله عليه وسلم، قال: ، والله الله في أصحاب نبيكم؟ فإنه وصي بهم، والله الله في الضعيفين: نسائكم، وما ملكت أيمانكم، فإن آخر ما تكلم به صلى الله عليه وسلم أن قال: "ما زال جبريل يوصيني بهم حتى ظننت أنه سيورثهم " . "أوصيكم بالضعيفين: النساء، وما ملكت أيمانكم"
الصلاة الصلاة، لا تخافن في الله لومة لائم ، يكفكم من أرادكم وبغى عليكم ، وقولوا للناس حسنا كما أمركم الله، ولا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيولي أمركم شراركم، ثم تدعون فلا يستجاب لكم ، عليكم بالتواصل، والتباذل، وإياكم والتقاطع، والتدابر، والتفرق، وتعاونوا على البر والتقوى، ولا تعاونوا على الإثم والعدوان، واتقوا الله إن الله شديد العقاب ، حفظكم الله من أهل بيت، وحفظ فيكم نبيكم صلى الله عليه وسلم ، أستودعكم الله وأقرأ عليكم السلام، ثم لم ينطق إلا بلا إله إلا الله حتى قبض في شهر رمضان ، في سنة أربعين وغسله الحسن والحسين ، وكفن في ثلاثة أثواب ليس فيها قميص، وكبر عليه وعبد الله بن جعفر الحسن تسع تكبيرات.
[ ص: 228 ] [ ص: 229 ] (102) 4 - ما رواه : حدثنا الدارمي الحكم بن المبارك ، أخبرنا الوليد ، عن حفص بن غيلان ، عن ، حين أوصى قال: "تشهد هذا - ما شهد به: نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن مكحول محمدا عبده ورسوله، ويؤمن بالله ويكفر بالطاغوت على ذلك، يحيا إن شاء الله، ويموت، ويبعث، وأوصى فيما رزقه الله فيما ترك إن حدث به حدث، وهو كذا وكذا، إن لم يغير شيئا مما في هذه الوصية" .
(103) 5 - ما رواه : أخبرنا البيهقي أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا يحيى بن أبي طالب ، أنا عبد الوهاب بن عطاء ، ثنا ابن عون قال: كانت وصية : ذكر ما أوصى به ابن سيرين محمد بن أبي عمرة بنيه وبني أهله، أن يتقوا الله، ويصلحوا ذات بينهم، وأن يطيعوا الله ورسوله إن كانوا مؤمنين، وأوصاهم بما وصى به إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني [ ص: 230 ] إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون ، وأوصاهم أن لا يدعوا أن يكونوا إخوان الأنصار ومواليهم; فإن العفاف والصدق أتقى وأكرم من الزنا والكذب، وأوصاهم فيما ترك إن حدث بي حدث قبل أن أغير وصيتي" .
(104) 6 - ما رواه عن عبد الرزاق قال: سمعت أبي يذكر وصية الثوري : "هذا ما أقر به ربيع بن خثيم على نفسه، وأشهد الله عليه، وكفى بالله شهيدا، وجازيا لعباده الصالحين، ومثيبا بأني رضيت بالله ربا، وبالإسلام دينا، ربيع بن خثيم وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا، فأوصي لنفسي ومن أطاعني بأن أعبده في العابدين، وأحمده في الحامدين، وأن أنصح لجماعة المسلمين" .