(الشَّرْحُ)

عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=16232صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ: أَنَّ nindex.php?page=showalam&ids=401جُنْدَبَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيَّ بَعَثَ إِلَى عَسْعَسِ بْنِ سَلَامَةَ الْبَصْرِيِّ، وَحَدِيثُهُ مُرْسَلٌ، قَالَهُ nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=13332وَابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ.

وَذَكَرَهُ nindex.php?page=showalam&ids=11970ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي التَّابِعِينَ، وَهُوَ مِنَ الْأَسْمَاءِ الْمُفْرَدَةِ، لَا يُعْرَفُ لَهُ نَظِيرٌ (زَمَنَ فِتْنَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ» ، فَقَالَ: اجْمَعْ لِي نَفَرَا مِنْ إِخْوَانِكَ حَتَّى أُحَدِّثَهُمْ. فَبَعَثَ رَسُولًا إِلَيْهِمْ. فَلَمَّا اجْتَمَعُوا جَاءَ «جُنْدَبُ» وَعَلَيْهِ بُرْنُسٌ أَصْفَرُ. بِضَمِّ الْبَاءِ وَالنُّونِ، قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ: هُوَ كُلُّ ثَوْبٍ رَأْسُهُ مُلْتَصِقٌ بِهِ؛ دُرَّاعَةً كَانَتْ أَوَجُبَّةً أَوْ غَيْرَهُمَا؛ (فَقَالَ تَحَدَّثُوا بِمَا كُنْتُمْ تُحَدِّثُونَ بِهِ. حَتَّى دَارَ الْحَدِيثُ؛ فَلَمَّا دَارَ الْحَدِيثُ إِلَيْهِ حَسَرَ الْبُرْنُسَ [ ص: 85 ] عَنْ رَأْسِهِ. أَيْ: كَشَفَهُ «فَقَالَ: إِنِّي أَتَيْتُكُمْ وَلَا أُرِيدُ أَنْ أُخْبِرَكُمْ عَنْ نَبِيِّكُمْ) . إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ بَعْثًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَى قَوْمٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، وَإِنَّهُمُ الْتَقَوْا، فَكَانَ رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ إِذَا شَاءَ أَنْ يَقْصِدَ إِلَى رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، قَصَدَ لَهُ فَقَتَلَهُ. وَإِنَّ رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَصَدَ غَفْلَتَهُ، وَفِي فِعْلِ nindex.php?page=showalam&ids=401جُنْدَبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ مِنْ جَمْعِ النَّفَرِ وَوَعْظِهِمْ أَنَّهُ nindex.php?page=treesubj&link=30202يَنْبَغِي لِلْعَالِمِ، وَالرَّجُلِ الْعَظِيمِ الْمُطَاعِ، وَذِي الشُّهْرَةِ، أَنْ يُسَكِّنَ النَّاسَ عِنْدَ الْفِتَنِ، وَيَعِظَهُمْ وَيُوَضِّحَ لَهُمُ الدَّلَائِلَ. قَالَ: (وَكُنَّا نُحَدِّثُ أَنَّهُ nindex.php?page=showalam&ids=111أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ» ، فَلَمَّا رَجَعَ عَلَيْهِ السَّيْفُ ) . وَفِي رِوَايَةٍ «رَفَعَ» قَالَ النَّوَوِيُّ: وَكِلَاهُمَا صَحِيحٌ. قَالَ: (لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ) فَقَتَلَهُ، فَجَاءَ الْبَشِيرُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ فَأَخْبَرَهُ، حَتَّى «أَخْبَرَهُ» خَبَرَ الرَّجُلِ كَيْفَ صَنَعَ. فَدَعَاهُ فَسَأَلَهُ فَقَالَ: «لِمَ قَتَلْتَهُ؟» قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَوْجَعَ فِي الْمُسْلِمِينَ. فَقَتَلَ فُلَانًا وَفُلَانًا «وَسَمَّى لَهُ نَفَرًا» ، وَإِنِّي حَمَلْتُ عَلَيْهِ. فَلَمَّا رَأَى السَّيْفَ، قَالَ: (لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ) قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَقَتَلْتَهُ» ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: «فَكَيْفَ تَصْنَعُ (بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ) إِذَا جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» ؟ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: اسْتَغْفِرْ لِي. قَالَ: «وَكَيْفَ [ ص: 86 ] تَصْنَعُ (بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ) إِذَا جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: فَجَعَلَ لَا يَزِيدُهُ عَلَى أَنْ يَقُولَ: «كَيْفَ تَصْنَعُ (بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ) إِذَا جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ ) أَيْ: وَلَمْ يُوجِبْ عَلَيْهِ شَيْئًا مِنْ قِصَاصٍ، وَلَا دِيَةٍ، وَلَا كَفَّارَةٍ، كَمَا تَقَدَّمَ؛

وَفِي إِسْنَادِ بَعْضِ رِوَايَاتِ هَذَا الْحَدِيثِ مَا أَنَكَرَهُ nindex.php?page=showalam&ids=14269الدَّارَقُطْنِيُّ وَغَيْرُهُ.

و حَاصِلُ هَذَا الْخِلَافِ وَالِاضْطِرَابِ، إِنَّمَا هُوَ فِي رِوَايَةِ الْوَلِيدِ عَنِ nindex.php?page=showalam&ids=13760الْأَوْزَاعِيِّ؛ وَأَمَّا رِوَايَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15124اللَّيْثِ وَمَعْمَرٍ وَيُونُسَ nindex.php?page=showalam&ids=13036وَابْنِ جُرَيْجٍ فَلَا شَكَّ فِي صِحَّتِهَا، وَهَذِهِ الرِّوَايَاتُ هِيَ الْمُسْتَقِلَّةُ بِالْعَمَلِ وَعَلَيْهِ الِاعْتِمَادُ، وَأَمَّا رِوَايَةُ الْأَوْزَاعِيِّ فَذَكَرَهَا مُتَابَعَةً، وَالِاضْطِرَابُ الَّذِي فِيهِ لَا يَقْدَحُ فِي صِحَّةِ أَصْلِ هَذَا الْحَدِيثِ.

قَالَ النَّوَوِيُّ: وَقَدْ قَدَّمْنَا أَنَّ اسْتِدْرَاكَاتِ nindex.php?page=showalam&ids=14269الدَّارَقُطْنِيِّ مِنْ هَذَا النَّحْوِ، وَلَا يُؤَثِّرُ ذَلِكَ فِي صِحَّةِ الْمُتُونِ، وَقَدَّمْنَا أَيْضًا فِي الْفُصُولِ اعْتِذَارَ nindex.php?page=showalam&ids=17080«مُسْلِمٍ» عَنْ نَحْوِ هَذَا بِأَنَّهُ لَيْسَ الِاعْتِمَادُ عَلَيْهِ.