الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4659 باب: في فضل عيادة المرضى

                                                                                                                              ومثله في النووي.

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \النووي، ص125 ج16، المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن ثوبان؛ عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم؛ لم يزل في خرفة الجنة، حتى يرجع" ].

                                                                                                                              [ ص: 318 ]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              [ ص: 318 ] (الشرح)

                                                                                                                              (عن ثوبان) رضي الله عنه؛ (عن النبي صلى الله عليه) وآله (وسلم؛ قال: إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم) ، أي: زاره. (لم يزل في خرفة الجنة، حتى يرجع) . "الخرفة" بضم الخاء.

                                                                                                                              وفي رواية: "عائد المريض في مخرفة الجنة، حتى يرجع". وفي لفظ: "من عاد مريضا، لم يزل في خرفة الجنة، حتى يرجع". قيل: يا رسول الله! وما خرفة الجنة؟ قال: "جناها". أي: يؤول به ذلك إلى الجنة، واجتناء ثمارها.

                                                                                                                              قال القسطلاني: المراد بالمخرفة: البستان. "يعني: يستوجب الجنة ومخارفها". انتهى.

                                                                                                                              وقد اتفق العلماء، على فضل عيادة المريض. وفي "إرشاد الساري": وسواء في ذلك، الصديق والعدو، ومن يعرفه ومن لا يعرفه: لعموم الأخبار. قال: والظاهر: أن المعاهد والمستأمن، كالذمي. قال: وفي استحباب عيادة أهل البدع المنكرة، وأهل الفجور، والمكوس - إذا لم تكن قرابة، ولا جوار، ولا رجاء توبة -: [ ص: 319 ] نظر. فإنا مأمورون بمهاجرتهم. ولتكن العيادة غبا. فلا يواصلها كل يوم؛ إلا أن يكون مغلوبا، ومحل ذلك: في غير القريب والصديق ونحوهما، مما يستأنس به المريض، أو يتبرك به، أو يشق عليه عدم رؤيته كل يوم. أما هؤلاء، فيواصلونها، (ما لم ينهوا، أو يعلموا كراهته، لذلك) .

                                                                                                                              ويستحب: أن يقول في دعائه: "أسأل الله العظيم، رب العرش العظيم: أن يشفيك" سبع مرات. رواه الترمذي، وحسنه. ويخفف المكث عنده. بل تكره إطالته، لما فيه من إضجاره، ومنعه من بعض تصرفاته. انتهى.




                                                                                                                              الخدمات العلمية