الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                                                        السنن الكبرى للنسائي

                                                                                                                        النسائي - أحمد بن شعيب النسائي

                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                        [ ص: 330 ] نوع آخر من صلاة الكسوف

                                                                                                                        2060 - أخبرنا هلال بن بشر ، قال : حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد ، عن عطاء بن السائب ، قال : حدثني أبي السائب أن عبد الله بن عمرو حدثه قال : انكسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة وقام الذين معه ، فقام قائما فأطال القيام ، ثم ركع فأطال الركوع ، ثم رفع رأسه وسجد فأطال السجود ، ثم رفع رأسه وجلس فأطال الجلوس ، ثم سجد فأطال السجود ، ثم رفع رأسه وقام ، فصنع في الركعة الثانية مثل ما صنع في الأولى من القيام والركوع والسجود والجلوس ، فجعل ينفخ في آخر سجوده من الركعة الثانية ويبكي ، ويقول : لم تعدني بهذا وأنا فيهم ، لم تعدني بهذا وأنا فيهم ونحن نستغفرك . ثم رفع رأسه وانجلت الشمس ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله ، فإذا رأيتم كسوف أحدهما فاسعوا إلى ذكر الله ، والذي نفس محمد بيده لقد أدنيت الجنة مني حتى لو بسطت يدي لتعاطيت من قطوفها ، ولقد أدنيت النار مني حتى جعلت أنفخها خشية أن تغشاكم ، حتى رأيت فيها امرأة من حمير تعذب في هرة ربطتها فلم تدعها تأكل من خشاش الأرض ، فلا هي أطعمتها ولا هي أسقتها ، حتى ماتت ، ولقد [ ص: 331 ] رأيتها تنهشها إذا أقبلت ، وإذا ولت تنهس ليتها ، وحتى رأيت فيها صاحب سبتيتين أخا بني الدعدع يدفع بعصا ذات شعبتين في النار ، وحتى رأيت فيها صاحب المحجن الذي كان يسرق الحجيج بمحجنه متكئا على محجنه في النار ، يقول : إنما سرق المحجن .

                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                        الخدمات العلمية