الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                                                        السنن الكبرى للنسائي

                                                                                                                        النسائي - أحمد بن شعيب النسائي

                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                        8717 - أخبرنا العباس بن عبد العظيم ، قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا عبد الملك بن أبي سليمان ، عن سلمة بن كهيل ، قال : حدثنا زيد بن وهب : أنه كان في الجيش الذين كانوا مع علي ، الذين ساروا إلى الخوارج ، فقال علي : أيها الناس ، إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : سيخرج قوم من أمتي يقرؤون القرآن ، ليس قراءتكم إلى قراءتهم شيئا ، ولا صلاتكم إلى صلاتهم شيئا ، ولا صيامكم إلى صيامهم شيئا ، يقرؤون القرآن يحسبون أنه لهم ، وهو عليهم ، لا تجاوز صلاتهم تراقيهم ، من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ، لو تعلمون الجيش الذي يصيبونهم ، ما قضي لهم على لسان نبيهم صلى الله عليه وسلم لا تكلوا على العمل ، وآية ذلك أن فيهم رجلا له عضد ، وليست له ذراع ، على رأس عضده مثل حلمة ثدي المرأة ، عليه شعرات بيض .

                                                                                                                        قال سلمة : فنزلني زيد منزلا منزلا ، حتى مررنا على قنطرة ، على الخوارج عبد الله بن وهب الراسبي ، فقال لهم : ألقوا الرماح ، وسلوا سيوفكم من جفونها ؛ فإني أخاف أن يناشدوكم ، قال : فسلوا السيوف ، وألقوا جفونها ، وشجرهم الناس - يعني برماحهم - فقتل بعضهم على بعض ، وما أصيب من الناس يومئذ إلا رجلان ، قال علي : التمسوا فيهم المخدج ، فلم يجدوه ، فقام علي بنفسه حتى [ ص: 557 ] أتى ناسا قتلى ، بعضهم على بعض ، قال : جردوهم ، فوجدوه مما يلي الأرض ، فكبر علي ، وقال : صدق الله ، وبلغ رسوله صلى الله عليه وسلم ، فقام إليه عبيدة السلماني ، فقال : يا أمير المؤمنين ، آلله الذي لا إله إلا هو ، سمعت هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : إي والله الذي لا إله إلا هو ، لسمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى استحلفه ثلاثا ، وهو يحلف له
                                                                                                                        .

                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                        الخدمات العلمية