نهي الشارع عن توقير المبتدعة
وعن إبراهيم بن ميسرة يرفعه : رواه «من وقر صاحب بدعة ، فقد أعان على هدم الإسلام» في شعب الإيمان مرسلا . البيهقي
قال في الترجمة : لأن في توقيره استهانة بالسنة ، وهذا يجر إلى هدم بناء الإسلام .
وبالقياس على ذلك عمارة بنائه في توقير المتسنن وتبجيله لتعظيم السنة وترويجها . انتهى .
والحديث يعم كل صاحب بدعة ، سواء كانت البدعة صغيرة أو كبيرة ، حسنة عند من يقول بها ، أو سيئة عند من لا يقيمها .
[ ص: 71 ] وبالجملة : فالبدعة نقيض السنة ، والمبتدع ضد السني ، وفي توقير أحدهما تنقيض بالآخر .
وقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حال البدع وحال صاحبها ، وحذرنا منهما ، وأرشدنا إلى اتباع الكتاب والسنة ، فكان هذا علم من أعلام النبوة .
ولكن تهاون الناس في ذلك ، وظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس .
فانعكست القضية إلى أن صارت السنة بدعة ، والبدعة سنة ، والمعروف منكرا ، والمنكر معروفا ، وعاد الإسلام غريبا بموت العلماء بالسنن ، وظهور الجهل والفتن ، حتى إنهم يتعجبون ممن يعمل بالسنة ويترك التقليد ، ويرونه مبتدعا في زعمهم الباطل ، ويرمونه بكل حجر ومدر ، وكان أمر الله قدرا مقدورا .
فأقول لك يا طالب الحق ، ومخلصا في الدين ، ما قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : ، وبالله التوفيق . «إياكم والشعاب ، وعليكم بالجماعة»
ومما يدل على مزيد : حديث الاهتمام بشأن السنة واتباعها ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابن عمرو رواه «بلغوا عني ولو آية ، ومن كذب علي متعمدا ، فليتبوأ مقعده من النار» . والأمر حقيقة في الوجوب ، فيكون تبليغ السنن واجبا متحتما . البخاري