معاني «ما» الواردة في قوله تعالى : والله خلقكم وما تعملون
وفي المطبوع : «تعلمون» ، وهو خطأ . وقال تعالى : قال أتعبدون ما تنحتون والله خلقكم وما تعملون [الصافات : 95 96] .
«ما» إما موصولة; أي : وخلق الذي تصنعونه على العموم ، ويدخل فيه الأصنام التي تنحتونها دخولا أوليا ، ويكون معنى العمل هنا : التصوير والنحت ، ونحوهما عمل الصائغ السوار; أي : صاغه .
ويرجحه ما قبله; أي : أتعبدون الذي تنحتون ؟!
أو مصدرية; أي : خلقكم وخلق عملكم . وجعلها الأشعرية دليلا على خلق أفعال العباد لله تعالى ، وهو الحق; فإن فعلهم كان بخلق الله فيهم ، فكان مفعولهم المتوقف على فعلهم أولى بذلك ، ويرجح على الأول بعدم الحذف والمجاز .
ويجوز أن تكون «ما» استفهامية; أي : أي شيء تعملون ؟ ومعنى الاستفهام التوبيخ والتقريع .
ويجوز أن تكون نافية; أي : إن العمل في الحقيقة ليس لكم ، فأنتم لا تعملون شيئا . وقد طول الزمخشري في «الكشاف» في رد قول من قال : إنها مصدرية ، ولكن بما لا طائل تحته .
[ ص: 143 ] وجعلها موصولة أولى بالمقام ، وأوفق بسياق الكلام ، كذا في «فتح البيان» .