أول من تكلم بالقدر وبيان موقف الصحابة في القدر
قال : معبد الجهني ، فانطلقت أنا ، وحميد بن عبد الرحمن الحميري ، حاجين ، أو معتمرين ، فقلنا : لو لقينا أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسألناه عما يقول هؤلاء في القدر .
فوفق الله لنا داخلا المسجد ، فاكتنفته أنا ، وصاحبي ، فظننت أن صاحبي سيكل الكلام إلي ، فقلت : عبد الله بن عمر أبا عبد الرحمن! إنه قد ظهر قبلنا أناس يقرؤون القرآن ، ويتقفرون العلم ، يزعمون أن لا قدر ، والأمر أنف .
فقال : إذا لقيت أولئك ، فأخبرهم أني بريء منهم ، وأنهم براء مني . والذي يحلف به لو أن لأحدهم . . . إلخ عبد الله بن عمر! . كان أول من تكلم بالبصرة في القدر :
ثم قال : حدثني ، فذكر حديث عمر بن الخطاب جبريل المشهور في السؤال [ ص: 165 ] عن الإسلام ، والإيمان ، والإحسان ، وفيه ما تقدم من استدلاله به .
ففي هذا الحديث : أن . الإيمان بالقدر من أصول الإيمان
فمن لم يؤمن بالقدر خيره وشره ، فقد ترك أصلا من أصول الدين ، وجحده ، وشابه من قال الله فيه : أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض [البقرة : 85] . انتهى .