المراد بصاحب العلم في الحديث
والمراد بصاحب العلم في هذا الحديث: من هو عامل بعلمه، لا من علم وعلم للدنيا لغير وجهه سبحانه؛ فإنه ليس من العلم في شيء، بل علمه ذلك جهل، له وبال عليه، كما في حديث آخر موقوفا، قال: لو أن أهل العلم صانوا العلم، لسادوا به أهل زمانهم، ولكنهم بذلوه لأهل الدنيا؛ لينالوا به من دنياهم، فهانوا عليهم. سمعت نبيكم -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من جعل الهموم هما واحدا، هم آخرته، كفاه الله تعالى هم دنياه، ومن تشعب به الهموم أحوال الدنيا، لم يبال الله في أي أوديتها هلك» ابن مسعود رواه ابن ماجه، ورواه عن في «شعب الإيمان» عن البيهقي من قوله: من جعل الهموم... إلى آخره. ابن عمر،
ويؤيد هذا ما ورد عن سفيان: أن قال عمر بن الخطاب لكعب الأحبار: من أرباب العلم؟ قال: الذين يعملون بما يعلمون. قال: فما أخرج العلم عن قلوب العلماء؟ قال: «الطمع» رواه الدارمي.
وفيه: أن حب المال يصير العالم من الجهال، ويخرجه من أسماء الرجال.
وفي حديث الأحوص بن حكيم يرفعه: أخرجه الدارمي. «ألا إن شر الشر، شرار العلماء، وإن خير الخير، خيار العلماء»
وفي حديث قال: أبي الدرداء، رواه الدارمي. من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة عالم لا ينتفع بعلمه.
وهذا في حق العلماء، فما ظنك بالفضلاء؟! [ ص: 218 ] وفي خبر زياد بن حدير، قال: قال لي عمر: هل تعرف ما يهدم الإسلام؟ قال: [قلت]: لا، قال: يهدمه زلة العالم، وجدال المنافق بالكتاب، وحكم الأئمة المضلين. رواه الدارمي.
وعن قال: العلم علمان: 1- فعلم في القلب، فذلك العلم النافع 2- وعلم على اللسان، فذلك حجة الله -عز وجل- على ابن آدم. أخرجه الحسن، الدارمي.
ومن هنا قيل: إن للجاهل ويلا واحدا، والعالم سبعون ويلا؛ لأنه ضل على بصيرة.
قال الشيخ المحقق العارف أحمد بن عطاء الله الإسكندري في كتاب «الحكم»: العلم النافع: هو الذي يبسط في الصدر شعاعه، ويكشف عن القلب قناعه.
وما يتوصل به إليه، والضار: ما لم يرد به شرع، ولا يفيد في الدين شيئا، بل يوقع الشكوك والشبهات؛ كعلوم الأوائل من الفلسفة، وفنون الأواخر من المقلدة. اللهم غفرا وصونا عما لا ترضاه. ولأهل العلم في بيان العلم النافع والضار أقوال، أرجحها: أنه علم القرآن والحديث،