[ ص: 251 ] ما ينبغي أن يكون عليه
nindex.php?page=treesubj&link=33935_29607موقف المؤمن من الأئمة المجتهدين وبيان سمو أحوالهم
وعلى كل حال، فاعتقادنا في الأئمة الأربعة المجتهدين وغيرهم من مجتهدي هذه الأمة ومجدديها إلى يومنا هذا، الذين اتفق أهل العلم على علمهم وفضلهم وتقواهم وخشيتهم لله، وزهدهم وإخلاصهم في الدين، وتركهم للبدع والمحدثات: أنهم أكرم هذه الأمة، وسلف متأخري الأئمة، وخلاصة الإسلام، وقدوة الدين، وأفضل العباد -إن شاء الله- عند رب العالمين.
وكانوا على الهدى المستقيم؛ من اتباع السنة والكتاب، وترك المحدثات والبدعات.
نهوا أهل زمانهم، ومن كان استفاد منهم، عن تقليدهم وتقليد غيرهم، وأرشدوهم إلى الاعتصام بالآية والحديث، كما هو مأثور عن أولئك الكرام في كتب مقلديهم، فضلا عن غيرهم.
وهذا هو شأن أئمة الإسلام، في كل زمان.
ومن تخيل أنهم كانوا على سيرة المقلدة اليوم، أو زعم أنهم أوجبوا، أو استحبوا التقليد للقوم، فهو جاهل عن علو مكانتهم في الدين، غير عارف بسمو كعبهم في إيثار الحق الأبلج على الباطل اللجلج على اليقين.
وكذلك من تفوه في شأنهم بحرف يزدريهم، وأتى بكلام لا يليق بفضلهم، فهو عن الإسلام بمكان بعيد، وعن الإنصاف على مرحلة شاسعة، يصدق عليه حديثه -صلى الله عليه وسلم-:
nindex.php?page=hadith&LINKID=656021«من عادى لي وليا، فقد آذنته بالحرب» ولولا [أن] هؤلاء أولياء الله، فليس لله ولي أبدا
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=9هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون [الزمر: 9].
[ ص: 251 ] مَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ عَلَيْهِ
nindex.php?page=treesubj&link=33935_29607مَوْقِفُ الْمُؤْمِنِ مِنَ الْأَئِمَّةِ الْمُجْتَهِدِينَ وَبَيَانُ سُمُوِّ أَحْوَالِهِمْ
وَعَلَى كُلِّ حَالٍ، فَاعْتِقَادُنَا فِي الْأَئِمَّةِ الْأَرْبَعَةِ الْمُجْتَهِدِينَ وَغَيْرِهِمْ مِنْ مُجْتَهِدِي هَذِهِ الْأُمَّةِ وَمُجَدِّدِيهَا إِلَى يَوْمِنَا هَذَا، الَّذِينَ اتَّفَقَ أَهْلُ الْعِلْمِ عَلَى عِلْمِهِمْ وَفَضْلِهِمْ وَتَقْوَاهُمْ وَخَشْيَتِهِمْ لِلَّهِ، وَزُهْدِهِمْ وَإِخْلَاصِهِمْ فِي الدِّينِ، وَتَرْكِهِمْ لِلْبِدَعِ وَالْمُحْدَثَاتِ: أَنَّهُمْ أَكْرَمُ هَذِهِ الْأُمَّةِ، وَسَلَفُ مُتَأَخِّرِي الْأَئِمَّةِ، وَخُلَاصَةُ الْإِسْلَامِ، وَقُدْوَةُ الدِّينِ، وَأَفْضَلُ الْعِبَادِ -إِنْ شَاءَ اللَّهُ- عِنْدَ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
وَكَانُوا عَلَى الْهُدَى الْمُسْتَقِيمِ؛ مِنِ اتِّبَاعِ السُّنَّةِ وَالْكِتَابِ، وَتَرْكِ الْمُحْدَثَاتِ وَالْبِدْعَاتِ.
نَهَوْا أَهْلَ زَمَانِهِمْ، وَمَنْ كَانَ اسْتَفَادَ مِنْهُمْ، عَنْ تَقْلِيدِهِمْ وَتَقْلِيدِ غَيْرِهِمْ، وَأَرْشَدُوهُمْ إِلَى الِاعْتِصَامِ بِالْآيَةِ وَالْحَدِيثِ، كَمَا هُوَ مَأْثُورٌ عَنْ أُولَئِكَ الْكِرَامِ فِي كُتُبِ مُقَلِّدِيهِمْ، فَضْلًا عَنْ غَيْرِهِمْ.
وَهَذَا هُوَ شَأْنُ أَئِمَّةِ الْإِسْلَامِ، فِي كُلِّ زَمَانٍ.
وَمَنْ تَخَيَّلَ أَنَّهُمْ كَانُوا عَلَى سِيرَةِ الْمُقَلِّدَةِ الْيَوْمَ، أَوْ زَعَمَ أَنَّهُمْ أَوْجَبُوا، أَوِ اسْتَحَبُّوا التَّقْلِيدَ لِلْقَوْمِ، فَهُوَ جَاهِلٌ عَنْ عُلُوِّ مَكَانَتِهِمْ فِي الدِّينِ، غَيْرَ عَارِفٍ بِسُمُوِّ كَعْبِهِمْ فِي إِيثَارِ الْحَقِّ الْأَبْلَجِ عَلَى الْبَاطِلِ اللَّجْلَجِ عَلَى الْيَقِينِ.
وَكَذَلِكَ مَنْ تَفَوَّهَ فِي شَأْنِهِمْ بِحَرْفٍ يَزْدَرِيهِمْ، وَأَتَى بِكَلَامٍ لَا يَلِيقُ بِفَضْلِهِمْ، فَهُوَ عَنِ الْإِسْلَامِ بِمَكَانٍ بَعِيدٍ، وَعَنِ الْإِنْصَافِ عَلَى مَرْحَلَةٍ شَاسِعَةٍ، يَصْدُقُ عَلَيْهِ حَدِيثُهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
nindex.php?page=hadith&LINKID=656021«مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا، فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ» وَلَوْلَا [أَنَّ] هَؤُلَاءِ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ، فَلَيْسَ لِلَّهِ وَلِيٌّ أَبَدًا
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=9هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ [الزُّمَرِ: 9].