مناقب -رضي الله عنه- عثمان
عن -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله: « طلحة بن عبيد الله » -يعني: في الجنة- من كلام الراوي، فهمه من القرينة. «عثمان» رواه لكل نبي رفيق، ورفيقي وقال: هذا حديث غريب، وليس إسناده بالقوي، وهو منقطع. الترمذي،
وللحديث دلالة على كون من أهل الجنة، عثمان وهو من العشرة المبشرة بها، فلا يضر انقطاع سند هذا الخبر، بل هو كالشاهد والمتابع له.
وفي حديث ترفعه: « عائشة » رواه ألا أستحيي من رجل تستحيي منه الملائكة؟ . مسلم
وفيه دليل ظاهر على عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. عثمان توقير
وعن قال: جاء عبد الرحمن بن سمرة، إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- بألف دينار في كمه حين جهز جيش العسرة. وسميت به؛ لأنها كانت في زمان اشتداد الحر والقحط، وقلة الزاد والماء والمركب؛ بحيث يعسر عليهم الخروج من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم «نشرها في حجره، فرأيت النبي-صلى الله عليه وسلم- يقلبها في حجره، ويقول: « عثمان » رواه ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم، مرتين . وفي رواية أخرى عن أحمد عبد الرحمن بن حباب في قصة الجيش المذكور، وهي [ ص: 415 ] آخر غزواته صلى الله عليه وسلم، قال: فقال: يا رسول الله! علي مائة بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله، ثم حض على الجيش، فقام عثمان فقال: علي مئتا بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله، ثم حض، فقام عثمان فقال: علي ثلاثمائة بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله، فأنا رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينزل عن المنبر وهو يقول: «ما على عثمان ما عمل بعد هذه، ما على عثمان ما عمل بعد هذه عثمان رواه شهدت النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يحث على جيش العسرة، فقام . الترمذي
أي: ما بأس عليه الذي عمله من الذنوب بعد هذه العطايا، وهذا على أن «ما» موصولة، وقيل: مصدرية؛ أي: ما على عمل من النوافل؛ لأن تلك الحسنة تنوب عن جميع النوافل. والأحلاس: جمع حلس -بالكسر، وسكون اللام- وهو كساء رقيق، يجعل تحت البردعة. والأقتاب: جمع قتب -بفتحتين- وهو رحل صغير على قدر سنام البعير، وهو للجمل كالإكاف لغيره. يريد: علي هذه الإبل بجميع أسبابها وأدواتها. والحديثان فيهما دلالة على أن عثمان نصر هذا الجيش، وأمده بالنقد من الدينار، وبالبعير من الأجناس، واستحق على هذا العمل عفو الآثام إن صدرت منه بمقتضى البشرية، على الفرض والتقدير. عثمان
قال في الترجمة: علم من هنا: أن من صار مقبولا من حضرة الإله، وثبت كونه من المقبولين في ديوانه -عز وجل- فتقصيره في العمل يغفر بكرم الله تعالى.
قلت: ورحمة الله أوسع من ذلك ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم [النساء: 147] وأي شكر أعظم من أن يصرف الرجل ما أنعم الله به عليه من المال في سبيله، بعد ما كان مؤمنا به سبحانه، وبرسوله صلى الله عليه وسلم؟!
[ ص: 416 ]