عن -رضي الله عنه-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: « المسور بن مخرمة بضعة مني، فمن أغضبها، أغضبني فاطمة ». استدل بهذا السبكي على أن من سبها كفر، كما في «الترجمة». قلت: وتقدم أن « فقد سبني عليا، ». ولا ريب أن من سب خصوصية مع أبيها، ليست لغيرها. لفاطمة
وإذا كان سب بعلها كسب الرسول، وسب الرسول كفر، فسب بضعة الرسول بالأولى يكون كفرا، فالاستدلال صحيح.
وفي رواية: « » متفق عليه. يريبني ما أرابها »؛ أي: يسوءني ويقلقني ما أساءها « ويؤذيني ما آذاها
والحديث دليل على . وقد ذكر ترجمتها صاحب «الفرع النامي من الأصل السامي»، وما أحسنها مبنى ومعنى! فضيلة سيدة النساء البتول الزهراء
وعن -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: « عائشة ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة، أو نساء المؤمنين؟ فاطمة، » الحديث بطوله متفق عليه. يا
قال في «الترجمة»: هذا الحديث يدل على فضل « » على جميع النساء المؤمنات، حتى فاطمة مريم، وآسية، وخديجة، . هكذا قال وعائشة السيوطي . [ ص: 455 ] وورد في بعض الأحاديث استثناء مريم بنت عمران من عموم النساء اللاتي فضلت عليهن . وفي رواية: « فاطمة فضل في هذه الأمة مثل فضل فاطمة مريم في قومها ». ويمكن أن يكون اختلاف هذه الأخبار لأجل تدرج اطلاع النبي -صلى الله عليه وسلم- على فضيلتها بالوحي، وإعلام الله تعالى حتى كان آخرا، فضلها على نساء العالم جميعهن. وفضل بعضهم عليها. عائشة
قال السيوطي في «فتاواه»: وفيه ثلاثة مذاهب: أصحها: أن أفضل من فاطمة وذهب بعضهم إلى المساواة، وبعضهم توقف، وإليه نحا عائشة، الأستروشي من الحنفية، وبعض الشافعية. وسئل عن ذلك فقال: مالك بضعة من النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا أفضل على بضعة من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحدا. فاطمة
وقال السبكي : الذي اخترناه، وهو ديننا: أن أفضل، ثم أمها فاطمة ثم خديجة، انتهى. وما أحسن قول الشاعر الفارسي: عائشة،
دي كسى كفت در فضل بهتراز بنت سيد البشر ست مصرعى در جواب أوخواندم عائشة
رشته ديكررك جكر دكر ست
وقال بعضهم: الأفضلية بمعنى كثرة الثواب، ولكن لا يبلغ أحد بحسب شرف الذات وطهارة الطينة وتقدس الجوهر، بفاطمة والحسن -رضي الله عنهم-. انتهى كلام الترجمة. والحسين
جوهر حام جم أز طينت كان دكرست توتوقع زكل كوزه كران ميدارى
وعن جميع بن عمير، قال: فسألت: «أي الناس كان أحب إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قالت: عائشة، فقيل: من الرجال؟ قالت: زوجها». فاطمة، رواه دخلت مع عمتي على . الترمذي
[ ص: 456 ] قال في «الترجمة»: انظر في هذا المقام في إنصاف وصدقها، ماذا قالت، وكان المحل أن تقول: أنا وأبي. ولا يستبعد أنه سئلت عن عائشة - عليها السلام - لقالت: فاطمة وأباها. على رغم أهل الزيغ والتعصب الذين يزعمون المخالفة والمعاندة فيما بينهما، وحاشاهما عن ذلك، مع وجود الفرق بين المحبة والفضيلة. انتهى. عائشة