بيان أول من بنى القبة على قبر الرسول
قلت: هذا جهل عظيم بحقيقة الحال، فإن هذه القبة ليس بناؤها منه -صلى الله عليه وسلم- ولا من صحابته، ولا من تابعيهم وتبع التابعين، ولا من علماء أمته، وأئمة ملته، بل هذه من أبنية بعض ملوك مصر المتأخرين، وهو القبور المعمورة على قبر سيد الأنبياء وخير الرسل -صلى الله عليه وسلم- قلاوون الصالحي المعروف بالملك المنصور في سنة ثمان وسبعين وست مائة، ذكره في «تحقيق النصرة بتخليص معالم دار الهجرة». وهذا آخر ما أردناه مما أوردناه لما عمت البلوى واتبعت الهوى، وأعرض العلماء عن التنكير الذي يجب عليهم، ومالوا إلى ما مالت العامة إليه، وصار المنكر معروفا، والمعروف منكرا، ولم نجد من الأعيان ناهيا عن ذلك ولا زاجرا. انتهى كلام «تطهير الاعتقاد» تلخيصا.
[ ص: 536 ]