[ ص: 23 ] إجماع السلف على عدم مشروعية التوسل
والاستسقاء بالأنبياء والصالحين بعد موتهم وفي مغيبهم
ولم يذكر أحد من العلماء أنه يشرع ولا استحبوا ذلك في الاستسقاء، ولا في الانتصار، ولا غير ذلك من الأدعية. التوسل والاستسقاء بالنبي والصالح بعد موته، ولا في مغيبه،
والدعاء مخ العبادة، والعبادة مبناها على السنة والاتباع، لا على الأهواء والابتداع، وإنما يعبد الله بما شرع، لا يعبد بالأهواء والبدع.
قال تعالى: أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله [الشورى: 21] .
وقال تعالى: ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين [الأعراف: 55] .
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إنه سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الدعاء والطهور".
وأما الرجل إذا أصابته نائبة، أو خاف شيئا، فاستغاث بشيخه، يطلب تثبيت قلبه من ذلك الواقع، فهذا من الشرك، وهو من جنس دين النصارى; فإن الله هو الذي يصيب بالرحمة، ويكشف الضر.
قال تعالى: وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم [يونس: 107].
وقال تعالى: ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده [فاطر: 2].
وقال تعالى: قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون إن كنتم صادقين بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وتنسون ما تشركون [الأنعام: 40- 41] .
[ ص: 24 ] وقال تعالى: قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورا .
فبين أن من يدعى من الملائكة والأنبياء وغيرهم لا يملكون كشف الضر عنهم ولا تحويلا.