نهي الشارع عن نسبة حصول الخير
أو التوكل على الله وعلى غيره
وأما قول القائل: انقضت حاجتي ببركة الله وببركتك، فمنكر من القول، فإنه لا يقارن بالله في مثل هذا غيره، حتى إن قائلا قال للنبي -صلى الله عليه وسلم-: ما شاء الله وشئت. فقال: "أجعلتني لله ندا؟ بل ما شاء الله وحده".
وقال لأصحابه: "لا تقولوا: ما شاء الله وشاء محمد، ولكن قولوا: ما شاء الله، ثم شاء محمد".
وفي الحديث: أن بعض المسلمين رأى قائلا يقول: نعم القوم أنتم لولا أنكم تنددون; أي: تجعلون لله ندا، يعني: تقولون: ما شاء الله وشاء محمد، فنهاهم النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك.
وفي الصحيح عن زيد بن خالد، قال: صلى لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلاة الفجر بالحديبية، في إثر سماء من الليل، فقال: "أتدرون ماذا قال ربكم الليلة؟" قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: "قال: أصبح من عبادي مؤمن بي كافر بالكواكب، ومؤمن بالكواكب وكافر بي، فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته، فذلك مؤمن بي كافر بالكواكب، وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي مؤمن بالكواكب".
وأعوانا. والأسباب التي جعلها الله تعالى أسبابا لا تجعل مع الله شركاء وأندادا
[ ص: 31 ]