بيان حكم التصوير
ومن ذلك ما ثبت في الصحيحين من حديث -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: قال الله تعالى: أبي هريرة "ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي؟ فليخلقوا ذرة، وليخلقوا حبة، أو شعيرة".
ولهما عن -رضي الله عنها-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: عائشة "أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يضاهون خلق الله".
ولهما عن -رضي الله عنهما-: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ابن عباس "كل مصور في النار، يجعل له بكل صورة صورها نفسا، يعذب بها في جهنم".
[ ص: 62 ] ولهما عنه مرفوعا: "من صور صورة في الدنيا، كلف أن ينفخ فيها الروح، وليس بنافخ".
وأخرج عن مسلم ابن الهياج، قال: ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ألا تدع صورة إلا طمستها، ولا قبرا مشرفا إلا سويته. علي: قال لي
فانظر إلى ما في هذه الأحاديث من لكونهم فعلوا فعلا يشبه فعل الخالق، وإن لم يكن ذلك مقصودا لهم. الوعيد الشديد للمصورين;
وهؤلاء القبوريون قد جعلوا بعض خلق الله شريكا له، ومثلا، وندا، فاستغاثوا به فيما لا يستغاث فيه إلا بالله، وطلبوا منه ما لا يطلب إلا من الله مع القصد والإرادة.
ومن ذلك ما أخرجه بسند جيد عن النسائي عبد الله بن الشخير، قال: وفي رواية: انطلقت في وفد بني عامر إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقلنا: أنت سيدنا، قال: "السيد الله تبارك وتعالى" قلنا: وأفضلنا وأعظمنا طولا، قال: "قولوا بقولكم، أو بعض قولكم، ولا يستجرينكم الشيطان" "لا يستهوينكم الشيطان، أنا محمد عبد الله ورسوله، ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله عز وجل".