[باب الفراش]
وفي باب الفراش: ما روي عن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: جابر: رواه "فراش للرجل، وفراش لامرأته، والثالث للضيف، والرابع للشيطان" مسلم.
أفاد الحديث كراهة وأرشد إلى المحتاج إليها منها، وهو ثلاثة فرش فقط، وما زاد على ذلك، ففيه حظ للشيطان؛ لأنه يجر إلى التفاخر والمخيلة، والسرف، والرياء، والسمعة. الزيادة في جمع الملابس،
هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كذلك، ويرشد أمته إليه.
والناس غلوا في قطعها حتى يجمع أحدهم عنده من الثياب، ما لا يأتي عليه من الحصر، ويكون لكل واحد من الرجال والنساء - أهل الترف والسعة - أثواب كثيرة مزوقة بأصناف التكلفات، يصرفون في إعدادها ألوفا من الأموال، وصنوفا من التمويه والتطريز، حتى فات الحصر لها، وذلك في هذا الزمان كثير.
ولا ريب أن هذه العناية منهم في تحسين الزي بلغ بهم إلى حد السرف والتبذير، وأدخلهم في عداد المسرفين المبذرين إخوان الشياطين.
وهؤلاء يبذلون مالهم الحلال أو الحرام في هذا، والناس الفقراء والمسلمون في عظيم فاقة، وحاجة إلى ستر السوءة، وتغطية العورة منهم.
فلو أنفقوا هذه الزيادة من الدولة، وهذا الفضل من المال عليهم، لكان لهؤلاء أجر، واستحقوا الثواب العظيم، وكانوا في عداد من قال الله فيهم:
وتعاونوا على البر والتقوى ، ولكن أنى لهم التناوش من مكان بعيد؟!