الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                        فصل [فيما يعرض للمريض يريد الصلاة]

                                                                                                                                                                                        وقال محمد بن عبد الحكم: إذا خاف معاودة علة تضر به إن قام- سقط عنه القيام.

                                                                                                                                                                                        وقال فيمن لا يملك خروج الريح منه إذا قام: سقط عنه القيام ويصلي جالسا.

                                                                                                                                                                                        وقال ابن القاسم في الكتاب: إذا كان لا يستطيع السجود لرمد بعينه أو قرحة بوجهه أو صداع يجده فإنه يومئ للسجود .

                                                                                                                                                                                        واختلف في الذي يقدح الماء من عينيه ويصلي مستلقيا، فمنعه ابن القاسم في الكتاب وقال: إن فعل أعاد في الوقت وبعده .

                                                                                                                                                                                        وأجاز أشهب أن يصلي مستلقيا على حاله .

                                                                                                                                                                                        وأجازه مالك في كتاب ابن حبيب فيما قرب كاليوم وشبهه، وكرهه فيما طال أو كثير من الأيام، وقال: ولو كان يستطيع أن يصلي جالسا ويومئ برأسه في الأربعين يوما لم أر به بأسا . [ ص: 309 ]

                                                                                                                                                                                        وفرق مالك وابن القاسم بين الجالس والمضطجع; لأن الجالس يأتي بالعوض عن الركوع والسجود- وهو الإيماء بالرأس يطأطئه، والمستلقي لا يأتي بعوض وإنما يأتي عند الركوع والسجود بالنية من غير فعل.

                                                                                                                                                                                        ومن افتتح صلاته قائما ثم عرض له ما منعه القيام- أتمها جالسا، وإن افتتحها جالسا ثم ذهب ما منعه القيام- أتمها قائما .

                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية