الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                        فصل [في فقد السيد وقد أعتق نصف عبد جميعه له]

                                                                                                                                                                                        واختلف إذا فقد السيد وكان قد أعتق نصف عبد جميعه له ، فقال ابن القاسم في المدونة : يوقف نصف العبد; لأنه لا يدري لمن يكون ذلك النصف وقد يكون للوارث ولا يعتق الآن في ماله; لأنا لا ندري أحي هذا المفقود أو ميت؟ فلا يعتق في ماله بالشك .

                                                                                                                                                                                        وقال مطرف وابن الماجشون في كتاب ابن حبيب : إن كان فقده بحدثان ما أعتق ، أعتق عليه كله; لأنه بمنزلة من أعتق بعض عبيده ، ثم غافصه الموت ، وإن كان قد طال لم يعتق منه إلا ما أعتق ويوقف سائره مع ماله قالا : وكذلك إذا أعتق شركا له في عبد ثم فقد ، فإن كان فقد بحدثان العتق وقام [ ص: 3794 ] عليه شريكه قوم عليه ، وإن كان قد طال ذلك من فقده قبل أن ينظر فيه لم أر أن يقوم عليه ويشترى بأجل ، فإن انقضى الأجل ، وهو على فقده صنع شريكه بحصته ما شاء ، فإن قدم المفقود وقد باع الشريك نصيبه أو علمت حياته وله مال نقض البيع وقوم في مال المفقود ، وقال أشهب في كتاب محمد : إذا كان له فيه شريك وفقد المعتق بحدثان العتق قوم عليه وعلى أصله إن كان جميعه له لم يستكمل إلا أن تعلم حياته .

                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية