فصل حكم من صلى فذا ثم أعاد في الجماعة ثم تبين أنه كان في إحداهما بلا وضوء
ومن كان الأمر في ذلك إلى نيته في حين إعادته الآخرة، هل دخل فيها بنية الفرض، أو النفل، أو على أن ذلك إلى الله سبحانه؟ صلى فذا ثم أعاد في جماعة، ثم تبين أنه كان في إحدى الصلاتين على غير وضوء-
فإن كان نوى بالثانية النفل ثم تبين له أنه فيها على غير وضوء- بقي على الأولى، ولم يعد الأولى ولا الثانية، وإن تبين أنه في الأولى على غير طهارة لم تجزئه الثانية وأعاد الأولى، وإن كان نوى بالثانية الفرض، ثم تبين أن الأولى على غير وضوء- أجزأته الثانية، وإن تبين أن الثانية على غير وضوء كان في إعادته الأولى قولان: فقيل: لا يعيدها لأنها لا ترتفض، وقيل: ترتفض ويعيدها.
وإن نوى أن ذلك إلى الله سبحانه; يجعل أيتهما شاء صلاته- لم تكن عليه إعادة، وسواء كان منتقض الطهارة في الأولى أو الثانية.
وقد وقع في نصوص هذه المسألة اختلاف، وهو ينصرف إلى هذه الوجوه، وقال في المبسوط فيمن مالك لأنه كان في آخر صلاته قال: إن كانت نية هذا حين دخل مع الإمام أن يجعلها فرضا ، وصلاته في [ ص: 338 ] بيته نافلة، فعليه أن يتمها وأمرهما إلى الله سبحانه; يجعل أيتهما شاء صلاته، وإن لم يرد رفض الأولى لم يكن عليه أن يتمها وقد أجزأت عنه صلاته في بيته . صلى في بيته ثم أتى المسجد فوجد الإمام جالسا في الصلاة فكبر ودخل معه وجلس ثم سلم الإمام;