الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                        فصل [في من اشترى على خيار فبنى أو غرس]

                                                                                                                                                                                        البناء والغرس ممن له خيار رضى، لإمضاء البيع، إن كان من المشتري فقبول، وإن كان من البائع فرد، وإن بنى أو غرس من لا خيار له نظرت، فإن كان ذلك من المشتري، والخيار للبائع فأمضى له البيع مضى فعله، وإن رد كان على البائع قيمة ذلك منقوضا، وهو قول سحنون في العتبية، ولم يجعله بمنزلة من بنى بوجه شبهة. وإن كان الخيار للمشتري فقيل: إن بنى البائع أو غرس كان للمشتري على قول سحنون أن يدفع للبائع قيمته منقوضا; لأنه وإن كان فعل ذلك في ملكه، فإنه متعد على المشتري لما عقد له من البيع.

                                                                                                                                                                                        وقال سحنون: إذا كان الخيار للبائع، فكل شيء يفعله مما لو فعله المشتري [ ص: 4555 ] كان رضى، فهو إذا فعله البائع رد البيع. وليس هذا بالبين في جميع هذه الوجوه، فإن آجر البائع العبد في أيام الخيار، وكان من عبيد الإجارة، أو بعثه في صناعة لم يكن رد; لأن غلاته ومنافعه له حتى يمضي البيع. [ ص: 4556 ]

                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية