فصل [في اللحوم والأطعمة تطبخ بالماء النجس]
واختلف عن في مالك فقال في " العتبية" : يغسل ويؤكل . اللحم يطبخ بماء نجس،
وقال عنه : لا يؤكل. وهو أحسن; لأن اللحم يقبل ما طبخ فيه ويخالطه، ويوجد فيه طعم ما يطبخ به. أشهب
وكذلك يختلف فيه حسب ما تقدم، وقال الزيتون يطرح في ماء نجس، في " المبسوط" : إن سقطت فأرة في جرة زيتون طرح ما سقطت فيه . وإن طبخت بيضة بماء نجس لم تؤكل قياسا على قوله هذا. مالك
وقال في البيضتين في إحداهما فرخ طبخا معا: لا تؤكل السالمة ، ورأى أن الفاسدة أنجست الماء بما خرج منها، ثم أنجس الماء السالمة بما وصل إليها منه. وعلى أحد قولي ابن القاسم تؤكل السالمة. وأرى أن يطرح الزيتون; لأنه يقبل ما عمل فيه، وتؤكل البيضة; لأنها لا تقبل، ومعلوم أن الماء يطبخ فيه البيض أنه لا يتغير له لون ولا طعم، ويطبخ في الشيء المتغير اللون والطعم وما فيه أبزار ثم يزال قشره فلا يوجد من ذلك التغير ولا من ذلك الطعم فيه شيء. مالك
واختلف في فقال الجراد يطبخ وفي بعضه ميت، : لا يؤكل منه [ ص: 50 ] شيء، وقال أشهب يؤكل بمنزلة خشاش الأرض تموت في القدر . سحنون:
وقول أحسن; لأن الجراد يخرج منه في حين الطبخ ما يغير الماء ويقبل الماء الذي يطبخ فيه وهو يسقي بعضه بعضا بخلاف البيض. أشهب