الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                        فصل [فيمن وكل على قبض دين فقبضه بعد أن عزل، وقد علم أو لم يعلم]

                                                                                                                                                                                        واختلف فيمن وكل على قبض دين فقبضه بعد أن عزل، وقد علم أو لم يعلم- على ثلاثة أقوال: فقال ابن القاسم في كتاب الشركة: لا يبرأ الغريم وإن لم يعلم الوكيل بعزلته. وقال سحنون: هو بريء بدفعه ذلك.

                                                                                                                                                                                        وقيل: إن علم لم يبرأ وإن لم يعلم برئ. وقيل: يبرأ الغريم وإن علم الوكيل بعزلته; لأن على الطالب أن يعلم الغريم بعزلته; فيمتنع من الدفع إليه، فإذا لم يعلمه كان متعديا على الغريم، ثم مسلطا على ذمته ممكنا من أخذ الدين. [ ص: 4630 ]

                                                                                                                                                                                        وهذا أحسن إذا كان غير قادر على الامتناع من الدفع; لأن البينة تشهد على الوكالة، ولا بينة عند الغريم لما ادعاه من عزلته، وإن أعلم الطالب الغريم أنه عزله عن القبض منه وافترقا على ذلك- لم يبرأ الغريم بالدفع إلى الوكيل; لأن الغريم فرط إذا رضي من الطالب بعزلة الوكيل من غير إشهاد.

                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية