الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                        باب في ركعتي الفجر

                                                                                                                                                                                        الأصل فيهما حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت: "لم يكن النبي -صلى الله عليه وسلم- على شيء من النوافل أشد تعاهدا منه على ركعتي الفجر". وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لهما أحب إلي من الدنيا وما عليها". أخرجه مسلم.

                                                                                                                                                                                        واختلف هل هما سنة أو من الرغائب؟ فقال مالك: يستحب العمل بهما. وقال أصبغ: هما من الرغائب. وقال أشهب: هما سنة وليستا كالوتر.

                                                                                                                                                                                        واختلف فيما يقرأ به فيهما؟ وهل القراءة سرا أو جهرا؟ فقال مالك: الذي أفعل أنا في القراءة بأم القرآن وحدها. وقال في كتاب محمد: سرا؛ لحديث عائشة -رضي الله عنها- قالت: "إني لأقول: أقرأ فيهما بأم القرآن أم لا؟".

                                                                                                                                                                                        وقال أيضا في "مختصر ما ليس في المختصر": يقرأ فيهما بسورتين من قصار [ ص: 482 ] المفصل. وفي كتاب مسلم عن أبي هريرة: "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قرأ فيهما بأم القرآن، و قل يا أيها الكافرون و قل هو الله أحد ".

                                                                                                                                                                                        وروي عن ابن عباس أنه قرأ في الأولى: قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا... الآية [البقرة: 136] ، وفي الثانية قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم [آل عمران: 64]. وفي هذا دليل على أنه كان في بعض الأوقات يجهر بالقراءة. ولا وجه للقول أنه يسر فيهما; لأنهما من صلاة النهار; لأن بعدهما صلاة الصبح والقراءة فيها جهرا.

                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية