فصل: الشأن في الصلاة على الميت الدعاء دون القراءة
واختلف في الثناء على الله -عز وجل- والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فقيل الشأن في الصلاة على الميت الدعاء دون القراءة، هل وقت لابن القاسم: ثناء على النبي -صلى الله عليه وسلم- وعلى المؤمنين؟ فقال: ما علمت أنه قال إلا الدعاء للميت فقط، وروي عن مالك أنه استحسن قول مالك -رضي الله عنه- وفيه الثناء على الله -عز وجل- والحمد لله، والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم الدعاء، والأحاديث وردت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بالدعاء خاصة. أبي هريرة
وأخرج حديث مسلم ومضمونه: الدعاء خاصة، غير أن الشأن أن يبتدأ كل أمر ذي بال بحمد الله سبحانه والثناء عليه. وفي عوف بن مالك، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر من يريد الدعاء أن يبدأ بالحمد لله -عز وجل- والثناء عليه، ثم يصلي على [ ص: 654 ] النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم يدعو، ومنه: قول عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: "الدعاء موقوف بين السماء والأرض لا يصعد منه شيء حتى تصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم-". الترمذي:
قال يدعو ثم يسلم. قال ابن سحنون: كل ذلك واسع أن يبتدئ بالحمد والثناء بعد كل تكبيرة، أو بعد التكبيرة الأولى فقط. ابن حبيب:
واختلف إذا كبر الرابعة هل يدعو؟ فقال يدعو ثم يسلم، وقال سحنون: يسلم عقب التكبير من غير دعاء، والأول أبين، ومحمل التكبيرة الأخيرة محمل ما قبلها، أن عقبها الدعاء. ابن حبيب:
ويستحب إذا كبر الرابعة أن يقول: اللهم اغفر لنا، ولوالدينا، ولسلفنا الصالحين، والمؤمنين والمؤمنات، ممن كان، ومن هو آت، إلى يوم الميقات، وتوفنا مسلمين، وألحقنا بالصالحين، واجعل في الموت راحتنا، وقرة أعيننا، وأسعدنا بلقائك.
وقال في المجموعة في الصلاة على الطفل: يسأل له الجنة، ويستعاذ له من النار، وقال مالك يقال بعد حمد الله -عز وجل- والصلاة على نبيه -صلى الله عليه وسلم-: اللهم إنه عبدك، وابن عبدك، أنت خلقته، وأنت قبضته إليك، وأنت أعلم بما كان [ ص: 655 ] عاملا وصائرا إليه، اللهم جاف الأرض عن جنبيه، وأفسح له في قبره، وافتح أبواب السماء لروحه، وأبدل له دارا خيرا من داره، وأعذه من عذاب القبر، وعذاب النار، وصيره إلى جنتك برحمتك، وألحقه بصالح سلف المؤمنين في كفالة ابن حبيب: إبراهيم، واجعله لنا ولأبويه سلفا وذخرا وفرطا وأجرا، وثقل به موازينهما، وأعظم به أجورهما، ولا تحرمنا وإياهما أجره، ولا تفتنا وإياهما بعده، يقول ذلك بإثر كل تكبيرة.
قال الشيخ -رضي الله عنه-: وقد قيل: لا يعذب؛ لقوله الله -عز وجل-: وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا [الإسراء: 15] ولا يعذب إلا من عصى وخالف بعد توجه الخطاب عليه، وإذا كان ذلك لم يستعذ له من النار.