باب في تبدية أهل الزكاة ، وهل يصدق من ادعى أنه فقير أو غارم ، أو ابن سبيل ، أو مكاتب أو أنه تحمل بحمالة ، ومن أخذ الزكاة بوجه جائز هل تنتزع منه بعد ذلك ؟

nindex.php?page=treesubj&link=3247يبدأ من الزكاة أجر العاملين ، ثم بالفقراء والمساكين على العتق ؛ لأن سد الخلة للمؤمن أفضل ، ولأن ذلك من حق من وجبت عليهم الزكاة لئلا تصرف زكاتهم لغير الفقراء ، إلا بعد سد خلتهم ؛ لأن صرفها إلى غيرهم يوجب عليهم المواساة لأولئك الفقراء قبل العام الثاني .

وإن كان هناك مؤلفة ، بدئ بهم ؛ لأن استنقاذهم من النار وإدخالهم في الإسلام ، أو تثبيتهم عليه إن كانوا قد أسلموا أفضل الأعمال ، وذلك أولى من إطعام فقير . وقد يبدأ بالغزو إذا خشي على الناس . ويبدأ بابن السبيل على الفقير إن كان يدركه في بقائه ، أو تأخره عن بلده ، ضرر ، والفقير في وطنه أقل ضررا . [ ص: 985 ]

بَابٌ فِي تَبْدِيَةِ أَهْلِ الزَّكَاةِ ، وَهَلْ يُصَدَّقُ مَنِ ادَّعَى أَنَّهُ فَقِيرٌ أَوْ غَارِمٌ ، أَوِ ابْنُ سَبِيلٍ ، أَوْ مُكَاتَبٌ أَوْ أَنَّهُ تَحَمَّلَ بِحَمَالَةٍ ، وَمَنْ أَخَذَ الزَّكَاةَ بِوَجْهٍ جَائِزٍ هَلْ تُنْتَزَعُ مِنْهُ بَعْدَ ذَلِكَ ؟

nindex.php?page=treesubj&link=3247يُبْدَأُ مِنَ الزَّكَاةِ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ، ثُمَّ بِالْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ عَلَى الْعِتْقِ ؛ لِأَنَّ سَدَّ الْخَلَّةِ لِلْمُؤْمِنِ أَفْضَلُ ، وَلِأَنَّ ذَلِكَ مِنْ حَقِّ مَنْ وَجَبَتْ عَلَيْهِمُ الزَّكَاةُ لِئَلَّا تُصْرَفَ زَكَاتُهُمْ لِغَيْرِ الْفُقَرَاءِ ، إِلَّا بَعْدَ سَدِّ خَلَّتِهِمْ ؛ لِأَنَّ صَرْفَهَا إِلَى غَيْرِهِمْ يُوجِبُ عَلَيْهِمُ الْمُوَاسَاةَ لِأُولَئِكَ الْفُقَرَاءِ قَبْلَ الْعَامِ الثَّانِي .

وَإِنْ كَانَ هُنَاكَ مُؤَلَّفَةٌ ، بُدِئَ بِهِمْ ؛ لِأَنَّ اسْتِنْقَاذَهُمْ مِنَ النَّارِ وَإِدْخَالَهُمْ فِي الْإِسْلَامِ ، أَوْ تَثْبِيتَهُمْ عَلَيْهِ إِنْ كَانُوا قَدْ أَسْلَمُوا أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ ، وَذَلِكَ أَوْلَى مِنْ إِطْعَامِ فَقِيرٍ . وَقَدْ يُبْدَأُ بِالْغَزْوِ إِذَا خُشِيَ عَلَى النَّاسِ . وَيُبْدَأُ بِابْنِ السَّبِيلِ عَلَى الْفَقِيرِ إِنْ كَانَ يُدْرِكُهُ فِي بَقَائِهِ ، أَوْ تَأَخُّرِهِ عَنْ بَلَدِهِ ، ضَرَرٌ ، وَالْفَقِيرُ فِي وَطَنِهِ أَقَلُّ ضَرَرًا . [ ص: 985 ]