الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                        فصل [فيمن ادعى الفقر]

                                                                                                                                                                                        ومن ادعى أنه فقير ؛ صدق ما لم يكن ظاهره يشهد بخلاف ذلك ، فإن ادعى أن له عيالا وأراد الأخذ لهم فإن كان من أهل الموضع وقدر على كشف ذلك- كشف عنهم ، وإن لم يقدر صدق على ذلك ، أو كان طارئا صدق . وإن كان معروفا بالغنى كلف بيان كيف ذهاب ماله ، وإن كانت له صناعة فيها كفاية ، فادعى كسادها ؛ صدق . واستحسن أن يكشف عن بيان ذلك ، فإن لم يعلم هل فيها كفاية أم لا صدق .

                                                                                                                                                                                        وإن ادعى أنه مكاتب كلف بيان ذلك ؛ لأنه على العبودية والصدقة لا تحل للعبد . وأرى أن يكشف عن الكتابة وعن قدرها ، ثم القول قوله : أنه عاجز .

                                                                                                                                                                                        وإن ادعى أنه من الغارمين كان عليه أن يبين إثبات الدعوى والعجز عنه ؛ لأنه على براءة الذمة من الدين حتى يثبت ، وبعد إثباته على الملاء إذا كان عن مبايعة حتى يثبت العجز ، إلا أن يكون الدين من طعام أكله ، أو ثوب لبسه ، ويدعي من له ذلك الدين بقاءه .

                                                                                                                                                                                        وإن ادعى أنه تحمل بحمالة ، وأن الطلب توجه عليه بها ، وأنه عاجز عنها [ ص: 986 ] كلف بيان جميع ذلك .

                                                                                                                                                                                        وإن ادعى أنه ابن سبيل ؛ أعطي إذا كان على هيئة الفقير . قال مالك في المجموعة : وأين يجد من يعرفه .

                                                                                                                                                                                        وقال في الذي يقيم السنة والسنتين ، ثم يدعي أنه لم يقم إلا لأنه لم يجد ما يتحمل به ، أيعطى على أنه ابن سبيل ؟ فقال : المجتاز أبين أن يصدق ، وإن صدق هذا أعطي .

                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية