الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                        واختلف فيما يبقى في الجسم بعد الذكاة وفي دم ما ليس له نفس سائلة من الحيوان البري، وفي دم الحوت هل هو نجس أو طاهر، فقال مالك في " المدونة" في دم البراغيث: إذا تفاحش يغسل .

                                                                                                                                                                                        قال ابن القاسم: وما رأيت مالكا يفرق بين الدم، ويجعل دم كل شيء سواء. [ ص: 111 ]

                                                                                                                                                                                        قال : وسألته عن دم القراد والذباب والسمك؟ فقال: ودم السمك أيضا يغسل .

                                                                                                                                                                                        واختلف في غسل هذه الدماء هل تغسل على وجه الوجوب لأنها نجسة أو استحسانا وأنها طاهرة؟ فقال مالك في سماع أشهب: دم الحوت ودم الشاة وغيره سواء، كله نجس.

                                                                                                                                                                                        وقال أيضا في الثوب يكون فيه الدم يتجفف فيه من الغسل، قال: إن كان كثيرا كثيفا يخاف أن يكون التجفيف فيه قد بله فأخرج منه ما أصاب جسده، فأرى أن يغسل جسده. قيل له: أفيعيد الصلاة؟ قال: لا أرى ذلك; قال الله -عز وجل-: أو دما مسفوحا [الأنعام: 145] .

                                                                                                                                                                                        وإلى هذا ذهب محمد بن مسلمة، وقد مضى ذكر ذلك في كتاب الأطعمة [ ص: 112 ] وما يحل أكله من ذلك وما يحرم.

                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية