فصل الهدي ثلاثة : إبل ، وبقر ، وغنم
الهدي ثلاثة :
إبل وبقر وغنم ، وعلاماته ثلاثة ؛ تقليد وإشعار وتجليل .
الإبل تقلد وتشعر وتجلل ، والبقر تقلد ولا تشعر ، والغنم لا تقلد ولا تشعر ، وهذا قول مالك في المدونة .
واختلف في إشعار الإبل إذا لم يكن لها أسنمة ، وفي إشعار البقر كانت لها أسنمة أم لا ، وفي تقليد الغنم ، فقال مالك في المدونة في الإبل : تشعر جملة . ولم يفرق . [ ص: 1142 ]
وقال في كتاب محمد : وإن لم يكن لها أسنمة لم تشعر .
وقال في البقر : إن كانت لها أسنمة تشعر . وهذا خلاف قوله الأول .
وقال ابن عمر - رضي الله عنهما - وابن شهاب : البقر تشعر ، وإن لم يكن لها أسنمة ، لعموم الحديث .
وقال ابن حبيب : الغنم تقلد .
وأرى أن تشعر الإبل وإن لم يكن لها أسنمة ؛ لعموم الحديث . وكذلك البقر ؛ لقول ابن عمر - رضي الله عنه - ؛ لأنه صاحب ، وقد أهدى النبي - صلى الله عليه وسلم - البقر وهو مشاهده ، ومحمل قوله أنها أشعرت ، ولو لم تشعر لم يقل ذلك .
وأرى أن تقلد الغنم ؛ لحديث عائشة - رضي الله عنها - ، "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قلد الغنم" . أخرجه البخاري ومسلم .
وتقلد الإبل نعلين ، ولا بأس بالنعل الواحدة ، وقال ابن حبيب : ومن لم [ ص: 1143 ] يجد نعلين ، فليقلد ما شاء .
وكان ابن عمر - رضي الله عنهما - يقلد أذن مزادته .
واستحب مالك أن يعلق ذلك مما أنبتت الأرض .
وقال ابن حبيب : تجعل القلائد مما شئت .
وهو أحسن ؛ لحديث عائشة - رضي الله عنها - ، قالت : "فتلت قلائد هدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من عهن" .
واختلف في أي الجانبين يكون الإشعار ، فقال مالك في المدونة : في الأيسر ، وقال في المبسوط : يستحب في الأيسر ، ولا بأس بالأيمن .
قال الشيخ - رضي الله عنه - : الأيمن أحسن ؛ لحديث ابن عباس في : "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أشعر ناقته في صفحة سنامها الأيمن وقلدها نعلين" . أخرجه مسلم . [ ص: 1144 ]
قال مالك : وتشعر عرضا . وقال ابن حبيب : طولا .


