الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                        فصل [في غسل المحرم]

                                                                                                                                                                                        وإن أجنب المحرم فاغتسل أمر يديه مع الماء على جسده ، ولم يدلك تدلكا ينقي الوسخ ، فإن فعل افتدى . قال مالك : ولا يغمس رأسه في الماء خشية أن يقتل الدواب . يريد : فيمن كانت لهم وفرات حسب عادتهم ، فإن لم يكن وعلم ألا شيء برأسه ، أو كان حديث عهد بالحلاق- فلا بأس أن [ ص: 1289 ] يغمس رأسه . قال : ولا يغسله بالخطمي . وهذا نحو الأول ، يمنع من ذلك من كانت له وفرة ؛ لأنه يغمس شعره ، فإن فعل افتدى . والأمر فيمن لا وفرة له أخف ؛ لأنه لا ينقله عند من ينظر إليه عما كان عليه .

                                                                                                                                                                                        وللمحرم أن يغتسل اختيارا للتبرد ، ويكره له دخول الحمام . واختلف عن مالك إن فعل ، فقال مرة : الحمام ينقي الوسخ . قال مرة : إن تدلك فعليه الفدية . وقال أيضا : إن تدلك وأنقى الوسخ افتدى .

                                                                                                                                                                                        وأرى أن يفتدي وإن لم يتدلك ؛ لأن الشأن فيمن دخل الحمام ثم اغتسل أن الشعث يذهب عنه ، ويزول الوسخ بصب الماء بعد عرقه فيه ، وإن لم يتدلك .

                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية