باب في صيد الصبي والمجنون والسكران والكتابي
صيد الكلب والبازي المعلم ذكي إذا كان المرسل ممن تصح ذكاته: ليس بمجنون، ولا سكران، ولا ممن لا يعقل، وقد مضى ذلك في كتاب الذبائح .
حرام غير ذكي قياسا على ذبيحته ، واختلف في وصيد المجوسي على ثلاثة أقوال: بالمنع والكراهة والجواز. صيد الكتابي اليهودي والنصراني
فقال في الكتاب : لا يؤكل لقول الله تعالى: تناله أيديكم ورماحكم [المائدة: 94]. يقول: المراد به المسلم دون غيره .
وذكر عن ابن المواز أنه كرهه . مالك
وقال أشهب : هو ذكي حلال . وابن وهب
قال : كانا يريانه بمنزلة ذبائحهم، وداخل في عموم قول الله تعالى: ابن حبيب وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم [المائدة: 5] . وهو أحسن; لأنها ذكاة كلها; ولا فرق بين تذكيتهم الإنسي والوحشي، وهو طعام لهم داخل [ ص: 1491 ] في عموم الآية.
وأما قول الله تعالى: تناله أيديكم ورماحكم [المائدة: 94]. فليس المراد بها جنس الصائدين، والمراد بها : ابتلاء المحرم، ليعلم صبره إذا وجده، ووقوفه عنه، ويخافه بالغيب فيما يخفى له، ولا يظهر عليه فيه، كما ابتلي اليهود بالصيد في السبت.
وقال : إذا اختلف دين الأبوين فكان أحدهما كتابيا والآخر مجوسيا أن الولد على حكم الأب: فإن كان الأب كتابيا أكلت ذبيحته وإن كانت الأم مجوسية . وكذلك صيده على القول أن صيد الكتابي ذكي . ابن القاسم
ارتد إلى المجوسية أو النصرانية، وهذا ظاهر المذهب ، وينبغي إذا ارتد إلى النصرانية أن تؤكل ذبيحته; لأن كونه مما لا يقر على ذلك الدين لا يخرجه عن أن يكون ذلك الوقت كتابيا، ولأنه ممن يتعلق بذلك الدين، وهو ممن يقع عليه اسم نصراني. [ ص: 1492 ] ولا يؤكل صيد المرتد ولا ذبيحته،