الثاني أن وهذا أيضا ممكن لاعتقاده أن بعض الكبائر أشد وأغلظ عند الله كالذي يتوب عن القتل والنهب والظلم ومظالم العباد ; لعلمه أن ديوان العباد لا يترك ، وما بينه وبين الله يتسارع العفو إليه فهذا أيضا ممكن كما في تفاوت الكبائر والصغائر ; لأن الكبائر أيضا متفاوتة في أنفسها ، وفي اعتقاد مرتكبها ; ولذلك قد يتوب عن بعض الكبائر التي لا تتعلق بالعباد ، كما يتوب عن شرب الخمر دون الزنا مثلا ; إذ يتضح له أن الخمر مفتاح الشرور وأنه إذا زال عقله ارتكب جميع المعاصي وهو لا يدري فبحسب ترجح شرب الخمر عنده ينبعث منه خوف يوجب ذلك تركا في المستقبل وندما على الماضي . يتوب عن بعض الكبائر دون بعض ،