وقيل : كان في الزمان الأول رجل في سفر ومعه قرص ، فقال : إن أكلته مت فوكل الله : عز وجل : به ملكا ، وقال : إن أكله فارزقه وإن لم يأكله فلا تعطه غيره ، فلم يزل القرص معه إلى أن مات ، ولم يأكله وبقي القرص عنده .
وقال :
أبو سعيد الخراز دخلت البادية بغير زاد
nindex.php?page=treesubj&link=19656فأصابتني فاقة فرأيت المرحلة من بعيد ، فسررت بأن وصلت ، ثم فكرت في نفسي أني سكنت ، واتكلت على غيره وآليت أن لا أدخل المرحلة ، إلا أن أحمل إليها ، فحفرت لنفسي في الرمل حفرة واريت جسدي فيها إلى صدري فسمعت صوتا في نصف الليل عاليا يا أهل المرحلة ، إن لله تعالى وليا حبس نفسه في هذا الرمل فالحقوه ، فجاء جماعة فأخرجوني وحملوني إلى القرية .
وروي أن رجلا لازم باب
عمر : رضي الله عنه فإذا هو بقائل يقول يا هذا ، هاجرت إلى عمر أو إلى الله تعالى ؟ اذهب فتعلم القرآن فإنه سيغنيك عن باب
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ، فذهب الرجل وغاب حتى افتقده
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر فإذا هو قد اعتزل واشتغل بالعبادة ، فجاءه عمر ، فقال له : إني قد اشتقت إليك ، فما الذي شغلك عني ، فقال : إني قرأت القرآن ، فأغناني .
عن
عمر وآل عمر ، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر .
رحمك الله ، فما الذي ، وجدت فيه فقال : وجدت فيه
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=22وفي السماء رزقكم وما توعدون ، فقلت : رزقي في السماء ، وأنا أطلبه في الأرض ، فبكى
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر وقال : صدقت فكان
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بعد ذلك يأتيه ، ويجلس إليه .
وقال
أبو حمزة الخراساني حججت سنة من السنين فبينا أنا أمشي في الطريق إذ وقعت في بئر فنازعتني نفسي أن أستغيث فقلت : لا والله لا أستغيث فما استتممت هذا الخاطر حتى مر برأس البئر رجلان ، فقال أحدهما للآخر تعال ، حتى نسد رأس هذا البئر ؛ لئلا يقع فيه أحد ، فأتوا بقصب وبارية : وطموا رأس البئر : فهممت أن أصيح فقلت في نفسي : إلى من أصيح ؟ هو أقرب منهما وسكنت ، فبينا أنا بعد ساعة إذ أنا بشيء جاء ، وكشف عن رأس البئر وأدلى رجله وكأنه يقول : تعلق بي في همهمة : له كنت أعرف ذلك : فتعلقت به فأخرجني ، فإذا هو سبع فمر وهتف بي هاتف : يا أبا حمزة ، أليس هذا أحسن نجيناك من التلف ، بالتلف : فمشيت وأنا أقول .
نهاني حيائي منك أن أكشف الهوى وأغنيتني بالفهم منك عن الكشف تلطفت في أمري فأبديت شاهدي
إلى غائبي واللطف يدرك باللطف تراءيت لي بالغيب حتى كأنما
تبشرني بالغيب أنك في الكف أراك وبي من هيبتي لك وحشة
فتؤنسني باللطف منك وبالعطف وتحيي محبا أنت في الحب حتفه
وذا عجب كون الحياة مع الحتف
وأمثال هذه الوقائع مما يكثر وإذا قوي الإيمان به ، وانضم إليه القدرة على الجوع قدر أسبوع من غير ضيق صدر وقوي الإيمان بأنه إن لم يسق إليه رزقه في أسبوع فالموت خير له عند الله عز وجل ، ولذلك حبسه عنه ، تم التوكل بهذه الأحوال والمشاهدات ، وإلا فلا يتم أصلا .
وَقِيلَ : كَانَ فِي الزَّمَانِ الْأَوَّلِ رَجُلٌ فِي سَفَرٍ وَمَعَهُ قُرْصٌ ، فَقَالَ : إِنْ أَكَلْتُهُ مُتُّ فَوَكَّلَ اللَّهُ : عَزَّ وَجَلَّ : بِهِ مَلَكًا ، وَقَالَ : إِنْ أَكَلَهُ فَارْزُقْهُ وَإِنْ لَمْ يَأْكُلْهُ فَلَا تُعْطِهِ غَيْرَهُ ، فَلَمْ يَزَلِ الْقُرْصُ مَعَهُ إِلَى أَنْ مَاتَ ، وَلَمْ يَأْكُلْهُ وَبَقِيَ الْقُرْصُ عِنْدَهُ .
وَقَالَ :
أَبُو سَعِيدٍ الْخَرَّازُ دَخَلْتُ الْبَادِيَةَ بِغَيْرِ زَادٍ
nindex.php?page=treesubj&link=19656فَأَصَابَتْنِي فَاقَةٌ فَرَأَيْتُ الْمَرْحَلَةَ مِنْ بَعِيدٍ ، فَسُرِرْتُ بِأَنْ وَصَلْتُ ، ثُمَّ فَكَّرْتُ فِي نَفْسِي أَنِّي سَكَنْتُ ، وَاتَّكَلْتُ عَلَى غَيْرِهِ وَآلَيْتُ أَنْ لَا أَدْخُلَ الْمَرْحَلَةَ ، إِلَّا أَنْ أُحْمَلَ إِلَيْهَا ، فَحَفَرْتُ لِنَفْسِي فِي الرَّمْلِ حُفْرَةً وَارَيْتُ جَسَدِي فِيهَا إِلَى صَدْرِي فَسَمِعْتُ صَوْتًا فِي نِصْفِ اللَّيْلِ عَالِيًا يَا أَهْلَ الْمَرْحَلَةِ ، إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى وَلِيًّا حَبَسَ نَفْسَهُ فِي هَذَا الرَّمْلِ فَالْحَقُوهُ ، فَجَاءَ جَمَاعَةٌ فَأَخْرَجُونِي وَحَمَلُونِي إِلَى الْقَرْيَةِ .
وَرُوِيَ أَنَّ رَجُلًا لَازَمَ بَابَ
عُمَرَ : رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَإِذَا هُوَ بِقَائِلٍ يَقُولُ يَا هَذَا ، هَاجَرْتَ إِلَى عُمَرَ أَوْ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى ؟ اذْهَبْ فَتَعَلَّمِ الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ سَيُغْنِيكَ عَنْ بَابِ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ ، فَذَهَبَ الرَّجُلُ وَغَابَ حَتَّى افْتَقَدَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ فَإِذَا هُوَ قَدِ اعْتَزَلَ وَاشْتَغَلَ بِالْعِبَادَةِ ، فَجَاءَهُ عُمَرُ ، فَقَالَ لَهُ : إِنِّي قَدِ اشْتَقْتُ إِلَيْكَ ، فَمَا الَّذِي شَغَلَكَ عَنِّي ، فَقَالَ : إِنِّي قَرَأْتُ الْقُرْآنَ ، فَأَغْنَانِي .
عَنْ
عُمَرَ وَآلِ عُمَرَ ، فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ .
رَحِمَكَ اللَّهُ ، فَمَا الَّذِي ، وَجَدْتَ فِيهِ فَقَالَ : وَجَدْتُ فِيهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=22وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ، فَقُلْتُ : رِزْقِي فِي السَّمَاءِ ، وَأَنَا أَطْلُبُهُ فِي الْأَرْضِ ، فَبَكَى
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ وَقَالَ : صَدَقْتَ فَكَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ بَعْدَ ذَلِكَ يَأْتِيهِ ، وَيَجْلِسُ إِلَيْهِ .
وَقَالَ
أَبُو حَمْزَةَ الْخُرَاسَانِيُّ حَجَجْتُ سَنَةً مِنَ السِّنِينَ فَبَيْنَا أَنَا أَمْشِي فِي الطَّرِيقِ إِذْ وَقَعْتُ فِي بِئْرٍ فَنَازَعَتْنِي نَفْسِي أَنْ أَسْتَغِيثَ فَقُلْتُ : لَا وَاللَّهِ لَا أَسْتَغِيثُ فَمَا اسْتَتْمَمْتُ هَذَا الْخَاطِرَ حَتَّى مَرَّ بِرَأْسِ الْبِئْرِ رَجُلَانِ ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلْآخَرِ تَعَالَ ، حَتَّى نَسُدَّ رَأْسَ هَذَا الْبِئْرِ ؛ لِئَلَّا يَقَعَ فِيهِ أَحَدٌ ، فَأَتَوْا بِقَصَبٍ وَبَارِيَةٍ : وَطَمُّوا رَأْسَ الْبِئْرِ : فَهَمَمْتُ أَنْ أَصِيحَ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : إِلَى مَنْ أَصِيحُ ؟ هُوَ أَقْرَبُ مِنْهُمَا وَسَكَنْتُ ، فَبَيْنَا أَنَا بَعْدَ سَاعَةٍ إِذْ أَنَا بِشَيْءٍ جَاءَ ، وَكَشَفَ عَنْ رَأْسِ الْبِئْرِ وَأَدْلَى رِجْلَهُ وَكَأَنَّهُ يَقُولُ : تَعَلَّقْ بِي فِي هَمْهَمَةٍ : لَهُ كُنْتُ أَعْرِفُ ذَلِكَ : فَتَعَلَّقْتُ بِهِ فَأَخْرَجَنِي ، فَإِذَا هُوَ سَبْعٌ فَمَرَّ وَهَتَفَ بِي هَاتِفٌ : يَا أَبَا حَمْزَةَ ، أَلَيْسَ هَذَا أَحْسَنَ نَجَّيْنَاكَ مِنَ التَّلَفِ ، بِالتَّلَفِ : فَمَشَيْتُ وَأَنَا أَقُولُ .
نَهَانِي حَيَائِي مِنْكَ أَنْ أَكْشِفَ الْهَوَى وَأَغْنَيْتَنِي بِالْفَهْمِ مِنْكَ عَنِ الْكَشْفِ تَلَطَّفْتُ فِي أَمْرِي فَأَبْدَيْتُ شَاهِدِي
إِلَى غَائِبِي وَاللُّطْفُ يُدْرَكُ بِاللُّطْفِ تَرَاءَيْتَ لِي بِالْغَيْبِ حَتَّى كَأَنَّمَا
تُبَشِّرُنِي بِالْغَيْبِ أَنَّكَ فِي الْكَفِّ أَرَاكَ وَبِي مِنْ هَيْبَتِي لَكَ وَحْشَةٌ
فَتُؤْنِسُنِي بِاللُّطْفِ مِنْكَ وَبِالْعَطْفِ وَتُحْيِي مُحِبًّا أَنْتَ فِي الْحُبِّ حَتْفُهُ
وَذَا عَجَبٌ كَوْنُ الْحَيَاةِ مَعَ الْحَتْفِ
وَأَمْثَالُ هَذِهِ الْوَقَائِعِ مِمَّا يَكْثُرُ وَإِذَا قَوِيَ الْإِيمَانُ بِهِ ، وَانْضَمَّ إِلَيْهِ الْقُدْرَةُ عَلَى الْجُوعِ قَدْرَ أُسْبُوعٍ مِنْ غَيْرِ ضِيقِ صَدْرٍ وَقَوِيَ الْإِيمَانُ بِأَنَّهُ إِنْ لَمْ يَسُقْ إِلَيْهِ رِزْقَهُ فِي أُسْبُوعٍ فَالْمَوْتُ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَلِذَلِكَ حَبَسَهُ عَنْهُ ، تَمَّ التَّوَكُّلِ بِهَذِهِ الْأَحْوَالِ وَالْمُشَاهَدَاتِ ، وَإِلَّا فَلَا يَتِمُّ أَصْلًا .